نقدم فيما يلي، ارتسامات وآراء مدربي فريقي الوداد والرجاء، فخرالدين رجحي وعبداللطيف جريندو، باعتبارهما لاعبين سابقين، ومؤطرين حاليين، ويجران خلفهما تجربة طويلة في ميادين كرة القدم الوطنية، جعلتهما على مقربة من كل الحالات، ومنحتهما خبرة محترمة في معالجة وتأطير عدد كبير من اللاعبين الذين سقطوا فريسة للإدمان. هما إسمان لايجادل اثنان في مصداقية نظرتهما للأمور، وفي ما يتميزان به من صراحة ووضوح في طرح آرائهما وفي مناقشتهما لكل المواضيع. كما أن اختيارهما، أملته ما عاشه فريقاهما من أخبار وما أحاط بهما من عناوين تحدثت عن ضبط بعض اللاعبين في سلوكيات غير أخلاقية، وما التصق ببعض اللاعبين من معلومات تشير إلى تورطهم في الإدمان. ماذا يمكن أن نقول عن ظاهرة المخدرات والخمر والعلاقة الجنسية في الوسط الرياضي، كرة القدم بالخصوص؟ «ظهرت هذه الظاهرة منذ سنوات عديدة، غير أن ما كان يمارس لدى بعض الممارسين الرياضيين ظل مستوراً، حيث كان اللاعب آنذاك يحترم أوقات التداريب وكذا خلال المباريات، أيضاً حتى مع زملائه الرياضيين حيث كان يستحيي أن يدخن مثلا نوعاً من التدخين إلى جانب بعض الممارسات التي قد يكون مبتليا بها، ولا يظهر أي علامات على ملامحه، وعلى وضعيته كلما كان حاضراً في أوقات التداريب والمنافسات.أما بخصوص وضعية اللاعب الحالي، والذي يمارس نوعاً من أنواع التخدير أو شرب ... واستعمال الشيشا التي أصبحت تقدم بالعديد من المقاهي لدى كل الشبان والشابات، فهي أصبحت صعبة، كونه أنه أصبح مراقباً وتحت الأضواء، سيما اللاعب الذي يحمل اسم النجومية، وذلك في ظل العولمة، والمتابعة من خلال وجود الرسائل عبر الهواتف النقالة، وأخذ الصور عبر هذه الهواتف، ليتم إدراج ذلك بالشبكة العنكبوتية كاليوتوب مثلا، وهو ما يساهم في فضح وتشويه سمعة اللاعبين الذين يتناولون هذه الأنواع من المخدرات، إلى جانب العلاقات الجنسية. أما نحن فقد عشنا فترة من الزمن، ولن يخلو الإنسان من العيوب، لكن ممارسات تلك الأشياء تمر في ظروف غامضة ومستورة ومحترمة، ووجب الآن على كل لاعب أو فنان قد تسلط عليه الأضواء أن يراقب نفسه في كل الحالات. كلاعب سابق، الظاهرة كانت حاضرة، كيف التعامل مع اللاعبين المدمنين؟ أظن على أن اللاعب المدمن قد تغفر له المباريات، فكثيراً ما حكى لنا المدرب المرحوم الخلفي وكذا البطاش، على أنه كانت هناك حالات لبعض اللاعبين آنذاك حين يحضرون المقابلات، والعلامة على محياهم وملامحهم ووضعيتهم الصحية متأثرة نوعاً من خلال مثلا تناول مخدر أو كحول، كان المدرب يأخذهم مباشرة للاستحمام بالماء البارد، ولأن بنيتهم الجسمانية كانت قوية، فقد كانوا بالرغم من ذلك، يقدمون عطاء جيداً في المباريات. بخلاف اليوم، فاللاعب له بنية جسمانية جد عادية وقد يكون نحيل الجسم، وإذا ما تناول شيئاً مما ذكر فتخلف تأثيرا سلبيا على جاهزيته، حتى لو خضع لتربص مغلق، وتم الاهتمام به من ناحية الأكل والشرب والنوم، فهو لا يستطيع إتمام اللقاء بمجهود كبير وقد لا يتجاوز 60 أو 70 دقيقة على أرضية الملعب. يضطر المدرب والمسير لخلق تربص مغلق لإبعاد اللاعبين عن ممارسة بعض الأشياء، ومراقبتهم عن قرب أكثر؟ التربص لابد منه، ومن الممكن أن نستغني عنه، وأن يكون اللاعب مقيم بمنزله، فهناك أصدقاء قد يساهمون في خلق مشاكل له، وذلك من خلال عروضهم له للحضور لإحدى الجلسات والسهرات، وهو ما يساهم في بعثرة أوراق المدرب والمربي، فحتى الرفقة الحالية أصبحت جد مسيئة، وليست كرفقة الأمس، التي كانت مليئة بالضحك والنكتة والنصيحة، وقد يغضب منك صديقك عقب نهاية بعض المباريات من خلال العطاء والمردودية غير المقنعة، وتبقى المصلحة الخاصة هي المهيمنةحاليا في علاقات الصداقة. كمدرب، كيف تتعاملون مع لاعب مستواه جيد، لكنه مدمن وسلوكه غير منضبط؟ أظن على أنه لا مكانة لهذا النوع من اللاعبين في أي فريق، ورغم وجود مثل هذا العنصر في فريقي، فلا يمكن له العمل معي أكثر من أسبوعين. كيف تتصرفون مع اللاعبين المدمنين في فريقكم؟ النوع المشهور حاليا كمخدر والذي أصبح مستهلكاً في كل المقاهي ببلادنا، وببلدان الدول العربية، هو الشيشا، فقد سبق لي وأن عملت كمدرباً بالإمارات العربية، ولفت نظري نساء محجبات تتناولن الشيشا. فبعض اللاعبين الشبان الذين يتناولون هذا النوع المخدر، نقوم بتأطيرهم وإمدادهم بكل النصائح والإرشادات. ونحاول أن نبين لهم على أن اللاعب المرموق لا يمكن أن تجتمع فيه كل الأشياء، فإما أنه لاعب ناجح وله مستقبل، وإما أنه لاعب فاشل، لا يمكن أن يتمم مسيرته الكوية، ولن يستطيع في ظل بنيته الجسمانية التي تتعرض للمرض والهلاك، وقد نصيب مع البعض، وحدث ذلك من خلال العديد من المحاولات، لكن نفشل عند الذي يصر على طريقه، فهو في طريق، وكرة القدم في طريق. كيف يمكن معالجة وتقويم سلوك لاعب مدمن؟ معالجة وتقويم سلوك لاعب مدمن، تتم بالمتابعة والنصائح، وليس المدمن هو من يتناول فقط المخدرات أو الشيشا أو شرب الكحول، فهناك مدمن على أشياء كثيرة لا تخطر ببال الإنسان، ووجب حضور طبيب نفساني بالفريق، وأن لا يتسرع أي مكتب مسير في إصدار حكم على أي لاعب، فوجب إعطاءه حقه، لأن الظروف العائلية والوسط الذي يعيشه، له خصوصياته وإذا ما تم إصدار قرارات ضده، قد يساهم صاحب القرار في حرمانه من مستقبله، خصوصاً تجاه اللاعب الذي يخطىء، ويتراجع عن أخطائه، لا مع النوع الذي يتمادى في أخطائه، وهو ما يجب التعامل معه بقرارات حاسمة من خلال طرده وإبعاده عن النادي، حتى لا تصيب العدوى في باقي اللاعبين.