إنهم يقتلون العصافير خوفا من أن تغرد نشيد الحرية، هم الذين لا يتقنون سوى النعيق والدمار يتخطفون الحلم من المآقي قبل أن تدركه شمس النهار يسابقون الزمن الذي مضى والذي يمضي دون أن تمتد جذورهم في الأرض فلا تحصد إلا البوار ٭٭ إنهم يخافون الأطفال، خوفا من أياد ترشقهم بالحجارة ويدكون الحجارة كي لا يتكلمها الصغار ويعزفون من الموت لحنا لأعياد الميلاد إنهم يزرعون الأرض دما فلا تنبت إلا فلسطينا ويزرعون السماء قذائف فلا تمطر إلا زيتونا ٭٭ غزة تلك التي في خاطري تلك التي أبكت ناظري تلك الغارقة في السواد وفي الدمع والحداد يسافر إليها القلب وتسافر فينا وتلعن الدم الذي يجري بيننا بعد أن تحول الى ماء ٭٭ ولأن الظلام يعشش في قلوبهم يقطعون الكهرباء فيضئ في قلوب أهلنا الأمل ولأن اليباب يسكن عقولهم يحبسون الماء عن فم الرضيع فيشرب حليب الوطن ويتدفأ بتراب غزة من البرد العربي والصقيع ٭٭ نضحك نشرب الانخاب نلتقي في اسفل القمم للتعارف والسباب وللوم والعتاب ويضحكون من خيباتنا ومن جبننا وقرارات السراب ٭٭ يتسللون بين يوسف وإخوته يحفرون جبا عميقة ليدفنوا القضية يعبرون من شق في الجدار الفلسطيني من فجوة من ثقب في كوفية أبو عمار وياسين لم يرتقه حب الجليل ولا قافلة العابرين في صبرا والخليل ولا حرف درويشٍ نزف من قلب عليل