تعاني دواوير عين عتيق من تهميش وإقصاء واضحين، حيث تفتقر إلى أدنى مقومات العيش الكريم من ماء صالح للشرب، وإنارة عمومية، وطرق صالحة للتنقل. وعلى الرغم من توسلات ونداءات السكان المستمرة، إلا أن استجابة الجهات المسؤولة تكاد تكون منعدمة. تعاني هذه الدواوير من عزلة خانقة بسبب غياب البنية التحتية الأساسية، ما يزيد من معاناة السكان الذين يشعرون بأنهم تحت رحمة الإهمال والنسيان. الأعمدة الكهربائية المهترئة وقلة الإنارة تزيد الوضع سوءا، بينما لا يزال السكان محرومين من حقهم في أبسط شروط الحياة اليومية. وما يزيد من قلق السكان هو تهديدهم بالترحيل وهدم منازلهم التي عاشوا فيها لعقود تحت ذريعة إعادة الهيكلة أو مكافحة البناء العشوائي. هذا الواقع المأساوي بات يثير شهية لوبيات العقار، خاصة مع الموقع المتميز لهذه الدواوير قرب الطريق الوطنية (شارع الحسن الثاني) التي شهدت إصلاحات كبرى. أمام هذه الأوضاع، يوجه سكان عين عتيق صرخة استغاثة للمسؤولين محليا ووطنيا، مطالبين بإجراءات عاجلة تُنهي هذا التهميش الذي يعرقل التنمية ويعمق معاناة المواطنين. إلى متى ستظل دواويرهم محاصرة بمظاهر الفقر وغياب الخدمات الأساسية؟ وهل المشكلة في غياب التخطيط، انعدام الإرادة الحقيقية، أم انتشار الفساد الذي يلتهم الموارد؟ عين عتيق تحتاج حلولا عاجلة وإرادة صادقة لتخليص سكانها من الحيف، وضمان حقهم في العيش الكريم بما يتماشى مع تطلعات مغرب أفضل.