مرة أخرى يحصد التعليم المغربي نتائج غير مشرفة في أحد البحوث الدولية التي تعنى بتقويم الأداء التربوي للتلاميذ، ويتعلق الأمر بمؤشر (البحث الدولي للتوجهات في الرياضيات والعلوم 2023 تيمس)، الذي لم يأت ببصيص أمل يهم هذا القطاع الحيوي ببلادنا التي تذيلت القائمة كالعادة، ولم يستطع التلاميذ المغاربة في المستوى الرابع ابتدائي في الرياضيات الحصول إلا على 378 وفي العلوم على 390 نقطة، بينما حصل تلاميذ الثانية إعدادي على 327 نقطة، وهي نقاط كلها دون المعدل (500 ). وشارك المغرب في دورة 2023 للبحث بمستويي الرابعة ابتدائي والثانية إعدادي، والتي تزامنت مع الموسم الدراسي 2022/2023، بعينات من التلاميذ والمؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية، على مستوى الجهات وعلى المستوى الوطني، حيث شارك في هذه الدورة 8.116 تلميذة وتلميذا بالسلك الابتدائي من أصل 770.476 تلميذة وتلميذا ممدرسين بهذا المستوى، و9.318 تلميذة وتلميذا من الثانوي الإعدادي من بين 616.896 تلميذة وتلميذا يدرسون بالمستوى نفسه. كما شمل البحث 271 مدرسة ابتدائية من بين 12.177 مدرسة ابتدائية؛ وعلى مستوى الثانية ثانوي إعدادي، فقد تم اعتماد عينة للمؤسسات الإعدادية بلغ عددها 256 إعدادية من بين 4.247 ثانوية إعدادية مفتوحة برسم الموسم الدراسي 2022/2023. حسب ماجاء في بلاغ لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، الذي أشار إلى تحسن طفيف جدا في الأداء العام للتلاميذ المغاربة بالسلك الابتدائي وذلك مقارنة مع أدائهم في دورة 2019 لنفس الدراسة. وهكذا، فقد انتقل المعدل الوطني العام في الرياضيات بالابتدائي من 384 إلى 393 نقطة بزيادة 9 نقط. أما بالنسبة للأداء العام في العلوم، فقد ارتفع المعدل الوطني في التعليم الابتدائي من 375 إلى 390 بزيادة قدرها 15 نقطة. بالمقابل سجل الانخفاض بالسلك الإعدادي، حيث انخفض المعدل الوطني العام في الرياضيات من 388 إلى 378 نقطة أي بتراجع يقدر ب 10 نقاط؛ نفس التراجع لوحظ على مستوى المعدل الوطني في العلوم الذي انتقل من 395 إلى 327، أي بانخفاض بلغ 68 نقطة. كما أظهرت نتائج تحليل تطور مستويات التحصيل بين دورتي 2019 و2023 في مجالي الرياضيات والعلوم، أن نسب التلاميذ المغاربة المصنفين وفقا لمستويات الأداء الدولية، قد شهدت بعض التغيرات، فبالنسبة للسنة الرابعة ابتدائي، لوحظ تحسن في فئات الأداء المنخفض والمتوسط والعالي في الرياضيات، كما شهد الأداء الوطني في مجال العلوم بالنسبة للتلاميذ في المرحلة الابتدائية تحسنا نسبيا، حيث سجلت فئات تلاميذ مستويات الأداء المتوسط والأداء العالي تطورا طفيفا، بينما كان هناك تحسن في فئة الأداء المنخفض، حسب بلغ الوزارة الوصية، بينما لوحظ تراجع في أداء تلاميذ السنة الثانية إعدادي في معظم المستويات التحصيلية، خصوصا في مجال العلوم ! هذا البحث الدولي لم يستطع فيه التلاميذ المغاربة( المستوى الرابع رياضيات ) الحصول على المعدل الذي حدد في 500 في حين تراوحت نتائج تلاميذ البلدان المشاركة بين 400 و 600 نقطة ، وهو ما يكرس ما تم نشره سابقا في دراسات وأبحاث حول التعليم بالمغرب منها بحث «بيسا « و غيرها. و فيما تذيل المغرب لائحة البلدان المشاركة في المستوى الرابع ابتدائي( 58 دولة ) ب 393 نقطة (المرتبة 56)، إلى جانب جنوب إفريقيا (362 نقطة)، والكويت (382 نقطة)، تصدرت سانغفورة القائمة بمعدل 615، تليها تايوان ب 607 نقاط. وفي الثاني إعدادي، جاء المغرب في المرتبة ما قبل الأخيرة (43) من بين 44 دولة مشاركة أما الجانب المتعلق بالعلوم، وفي مستوى الثانية إعدادي، شاركت 44 دولة تراوحت معظم نتائجها بين 400 و600 نقطة، فيما حصل التلاميذ المغاربة على 327 نقطة فقط، واحتلوا المرتبة ما قبل الأخيرة … ويشارك المغرب في الدراسة الدولية لتوجهات تدريس الرياضيات والعلوم (TIMSS 2023) التي تنظمها الجمعية الدولية لتقييم الأداء التربوي (IEA). للمرة السابعة منذ 1999، وهي تستهدف قياس أداء الأنظمة التربوية في مجالي الرياضيات والعلوم من خلال تقييم عينة من التلاميذ في السنة الرابعة ابتدائي والثانية إعدادي. كما تهدف إلى مقارنة أداء التلاميذ بين الدول المشاركة وتحليل العوامل المؤثرة عليه، مثل المناهج الدراسية وظروف المدارس وممارسات المدرسين. بالنسبة لنتائج المغرب، هناك تحديات واضحة، حيث يشير الخبراء إلى أن نسبة التلاميذ الذين يتمكنون من تحقيق الكفايات الأساسية لا تتجاوز 43%، مما يقل عن المعايير الدولية التي حُددت ب80%. من بين الأسباب التي أثرت على الأداء المغربي تأخر إصلاح منظومة التعليم، عدم ملاءمة المناهج الدراسية لأسلوب تقييم الدراسة، وضعف تكوين المدرسين.