أوضحت الممثلة البلجيكية فرجيني أيفيرا، عضو لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أنه لا يمكن الحكم على الفيلم من خلال جدية موضوعه أو أهميته. ذلك أنه «ليس لأن الموضوع أكثر جدية، فهو بالضرورة يستحق تقديرا أكبر». وقالت إيفيرا إن «ما يهم قبل كل شيء هو تلك المتعة المباشرة التي تحققها السينما. وغالبا ما تبرز هذه المتعة عندما نشعر أن المخرج قد نجح في نقل تصوره للعالم، وفي فرض رؤية متفردة وأصيلة»، مضيفة أن هذه الرؤية الممزوجة بالإحساس والعاطفة تعطي العمل السينمائي كامل عمقه. وأضافت قائلة: «بالنسبة لي، أدرك أنني دائما ما أنجذب بشكل لا يقاوم إلى أفلام الإثارة. وبمجرد صدور فيلم من هذا النوع، غالبا ما يكون أول فيلم أتجه إليه». وتابعت إن أهم شيء هو «الطريقة التي تروى بها القصة، والطريقة التي ينجح بها الفيلم في تقديم وجهة نظر فريدة للمشاهد». وقالت إنه «وكما هو الحال في الأدب: عندما تفتح كتابا، فإنك تشارك لحظة مع شخص يرى الأشياء بطريقته الخاصة، لذلك تشعر بقرب معين». واعتبرت الممثلة، التي فازت بجائزة سيزار لأفضل ممثلة سنة 2023 عن دورها في فيلم «ذكريات باريس» للمخرجة أليس وينوكور، أنها تفضل لغة القلب والتأثر والعاطفة، مضيفة أن «هذه هي الأبعاد التي تجعل الفيلم حيا وعالميا». ولم تخف أنها تنجذب إلى «الإحساس المباشر الذي تثيره هذه الأفلام، سواء كان ضحكا أو خوفا أو قلقا». وقالت إن أكثر ما تفضله هو عندما يكون للتفاعل المباشر تأثير أعمق. فهذا هو البعد الذي يكمن فيه غنى كل فيلم. مقدمة كمثال على ذلك فيلم الإثارة النفسي الشهير (Gone Girl) للمخرج الأمريكي ديفيد فينشر، الذي يجمع بين الإثارة الآسرة، واستكشاف مواضيع عميقة، لا سيما تلك المتعلقة بالأزواج، من دون أي استسهال. وبخصوص حضور المرأة في الصناعة السينمائية، أشارت فيرجيني إلى «أن العديد من الممثلات والفنانات يواجهن رهبة من أماكن التصوير لأسباب مختلفة». وأضافت «يعاني العديد من المواهب مما يعرف بمتلازمة المحتال، مما يدفعهم إلى التراجع وممارسة الرقابة الذاتية». ووفقا للممثلة التي تشتهر بقدرتها على تجسيد شخصياتها بعمق وأصالة، فإنه يتعين ألا يسمح الشباب الذين يعملون في مجال الصناعة السينمائية لأنفسهم بأن يصابوا بالشلل بسبب الخوف من الفشل أو الشعور بأنهم ليسوا في المستوى. وأبرزت أنه في عالم مليء بالفرص، من المهم أن يعبر المرء عن ذاته ويثق بنفسه، تماما مثلما أنه «من المهم أن يشعر الممثل بأنه ممثل جيد لأنه ببساطة يمتلك هوية فريدة ورغبة حقيقية في التعبير عن نفسه».