بإرغامه النادي المكناسي على اقتسام النقط في المباراة التي جمعتهما يوم السبت بالملعب الشرفي بمكناس، ضمن الجولة 12 من البطولة الاحترافية الأولي، يكون شباب المحمدية سببا مباشرا في إنهاء مشوار المدرب بنسلطان مع الكوديم. فمباشرة بعد نهاية اللقاء، وبعد الاحتجاجات القوية من لدن الجماهير على أداء فريقها والمستوى الباهت الذي ظهر به، غاب بنسلطان عن الندوة الصحفية، بعدما طلب من المدير التقني إخبار المكتب المسير باستقالته من مهامه، وهو الخبر الذي أكده رئيس الفريق للجريدة. وكانت كل الظروف مواتية ليخرج الكوديم منتصرا وبحصة مريحة على شباب المحمدية، الذي يئن تحت وطأة مشاكل عديدة، يتخبط فيها منذ انطلاق الموسم الكروي الحالي، إلا أن مدرب النادي المكناسي عبد الحي بنسلطان خيب آمال الجماهير الغفيرة، التي حجت لتشجيع فريقها في أول لقاء له بالملعب الشرفي، في حلته الجديدة بعد الإصلاحات التي خضع لها. وكان الكوديم سباقا للتهديف عبر أنس المهراوي في الدقيقة 34، لينهي الجولة الأولى متقدما، إلا أنه وبدل المزيد من الضغط على دفاع الزوار ركن إلى الخلف، وتم إخراج مهاجمين في د 60 وإقحام غرمال إرضاء للجماهير، التي كانت تنادي باسمه، رغم نقص التنافسية والجاهزية؛ كما لم يستدع بنسلطان اللاعب قرناص الذي لعب 11 جولة وكان دائما في الموعد. وأربكت حملات الشباب دفاع الكوديم في أكثر من مناسبة، قبل أن يسجل أحمد غيلوف هدف التعادل في د 81، ويوقف بذلك سلسلة الهزائم التي حصدها الفريق الفضالي داخل وخارج المحمدية، ويكون سببا في إنهاء مشوار بنسلطان مع الكوديم. يذكر أن حصيلة بنسلطان مع الكوديم تتلخص في 4 هزائم و5 تعادلات و3 انتصارات، وكانت الجماهير المكناسية تمني النفس بأول انتصار لفريقها بالملعب الشرفي بعد الإصلاحات التي خضع لها، واعتماده من لدن الكاف لاستقبال مباريات الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا. ومن جانب آخر، شهدت مداخل الملعب فوضى تنظيمية لا مثيل لها، حرمت عددا كبيرا من الجماهير من الدخول، رغم توفرها على تذاكر. وأرجع المسؤولون ذلك إلى الارتباك الذي وقع للمئات من المناصرين، لم ينتبهوا للترقيم المسجل في تذاكرهم، ما جعل الاختلاط في أبواب معينة، ووعدوا بتدراك ذلك من خلال توعية وتحسيس الجماهير قبل أي مباراة. وللإشارة أيضا غادر عامل عمالة مكناس الملعب مباشرة بعد تسجيل هدف التعادل، ليلتحق به رئيس جماعة مكناس وأعضاء مكتبه ورئيس جماعة المشور، خصوصا بعد أن شرعت الجماهير الكوديمية في الاحتجاج على المستوى الباهت الذي ظهر به فريقها. وسيق متصل، تمكنت العناصر الأمنية من ضبط عدد من التذاكر والدعوات المزورة، وينتظر أن يكون قد مَثُل عدد من المشتبه بهم في هذه العملية أمام أنظار النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمكناس صباح أمس الاثنين. للإشارة فقد وجهت الجماهير المكناسية رسائل واضحة إلى المسؤولين، إداريين ومنتخبين، بعد الوضع المزري الذي أضحت تعيشه عاصمة المولى إسماعيل، خاصة التأخير في المشروع الملكي الخاص بتثمين المدن العتيقة، رافعين لافتة تشير إلى ذلك "الصهريج بلا ما .. الشوارع مظلامة .. وباب منصور خنقاتو لكمامة."