من المتوقع أن يقوم الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، يومه الثلاثاء (29 أكتوبر 2024)، بإلقاء خطاب هام أمام البرلمان، يليه حفل غداء يجمع الرئيس والسيدة ماكرون مع وفد ثقافي فرنسي-مغربي. وحل إيمانويل ماكرون وحرمه بريجيت، يوم أمس بالمغرب، في زيارة دولة تستمر ثلاثة أيام، بدعوة كريمة من جلالة الملك محمد السادس. وتعكس هذه الزيارة، كما ذكر بلاغ وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة في 21 أكتوبر الجاري، «عمق العلاقات الثنائية، القائمة على شراكة راسخة وقوية، بفضل الإرادة المشتركة لقائدي البلدين لتوطيد الروابط المتعددة الأبعاد التي تجمع البلدين». وتأتي هذه الزيارة كتتويج للزخم الكبير الذي عرفته العلاقات الثنائية في الأشهر الأخيرة، بعد مرحلة من الفتور. وبالفعل فقبل زيارة الرئيس الفرنسي، قام العديد من المسؤولين الفرنسيين هذه السنة بزيارة إلى المغرب، بدءا بوزير الخارجية السابق ستيفان سيجورني، في فبراير الماضي، وعلى إثرها تم التعبير عن إرادة فرنسية لطي مرحلة الخلاف، وتوضيح الرؤية، والانطلاق إلى مرحلة جديدة تتميز بالوضوح نحو شراكة جديدة متجددة، لمصلحة الطرفين. وتوج هذا الزخم بالرسالة التي بعثها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جلالة الملك، بالتزامن مع تخليد الذكرى ال 25 لعيد العرش، حيث أكد أنه «يعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية»، مشددا على «ثبات الموقف الفرنسي حول هذه القضية المرتبطة بالأمن القومي للمملكة». واليوم، وبعد كل هذا التطورات، يقوم الرئيس الفرنسي بزيارة دولة إلى المغرب، تعكس حجم الأهمية التي يوليها كل طرف للآخر، والتقدير المتبادل بين البلدين، ولا أدل على ذلك، أن إيمانويل ماكرون سيرافقه في هذه الزيارة وفد كبير، يتكون من أزيد من 120 شخصية، من وزراء، وزراء سابقين، نواب ومنتخبين، ممثلين عن المؤسسات الفرنسية، ممثلين عن عالم الصناعة والاقتصاد، والثقافة والفنون والرياضة، بالإضافة إلى النسيج الجمعوي. برنامج الزيارة المتوقع، كما أشار إلى ذلك قصر الإليزي، يعكس بدوره الأهمية الكبيرة التي يوليها البلدان للرقي بعلاقاتهما الثنائية، وفي هذا الإطار، وبعد وصول الرئيس الفرنسي والسيدة حرمه، سينظم حفل استقبال رسمي بساحة المشور بالرباط، يعقبه اجتماع ثنائي بين الرئيس الفرنسي وجلالة الملك محمد السادس. كما تتميز الزيارة بحفل توقيع عدد من الاتفاقيات بحضور الرئيس الفرنسي وجلالة الملك. ويتوقع عقب ذلك، اختتام اللقاءات الاقتصادية المغربية-الفرنسية في القطاعات الاستراتيجية المستقبلية من قبل الرئيس الفرنسي، كما سينظم حفل عشاء رسمي يقيمه جلالة الملك محمد السادس على شرف الرئيس ماكرون وحرمه. وتختتم زيارة الدولة يوم الأربعاء، بحوار حول الأمن الغذائي والزراعة المستدامة في إفريقيا مع طلاب مغاربة وأفارقة في مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط، وخطاب للرئيس ماكرون أمام الجالية الفرنسية في المغرب.