يقوم رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون اليوم الاثنين بزيارة دولة إلى المغرب، بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وهي قمة ستشكل مرحلة حاسمة في تعزيز الشراكة الاستثنائية التي تجمع بين البلدين.وتأتي هذه الزيارة بعد تلاثة سنوات من البرود بين العاصمتين. وتستهدف هذه الزيارة الى استعادة عمق العلاقات الثنائية التي كانت تجمع دائما البلدين، والقائمة على شراكة راسخة وقوية، بفضل الإرادة المشتركة قائدي البلدين. وتأتي هذه الزيارة في سياق جديد في العلاقات بين البلدين ، يتمثل في الدعم الذي أظهرته فرنسا لمخطط الحكم الذاتي المغربي، والذي يعزز سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. وتشكل هذه الخطوة مرحلة جديدة في العلاقات الفرنسية المغربية، وينتظر الطرف الفرنسي انعكاسات إيجابية على الشراكة بين الجانبين. خاصة في مجال الاستتمارات الجديدة التي تمس مجالات النقل والطاقة والمساهمة في الاستمارات الضخمة التي اطلقها المغرب يمناسبة تنظيم كأس افريقيا وكاس العالم في سنة 2030. هذه الدعوة لزيارة المغرب والتي جاءت حسب المصدر الفرنسي من أجل « طرح رؤية جديدة للسنوات الثلاثين المقبلة» في العلاقات الفرنسية المغربية. وهي نفس الرغبة التي عبر عنها المغرب والتي تهدف الى توطيد الروابط التي تجمع البلدين. ويبدو ان صفحة جديدة ستعرفها العلاقات بين البدين بعد تلاثة سنوات من الازمة تميزت فيها العلاقات بالجمود والخلافات الحادة التي تميزت بالتراشق عبر وسائل الاعلام في البلدين وتعود آخر زيارة دولة قام بها رئيس فرنسي إلى المغرب العربي إلى أبريل 2013 في عهد فرنسوا هولاند. وقد أجرى إيمانويل ماكرون زيارة عمل إلى المملكة عام 2017 في بداية ولايته الأولى، قبل أن يعود إليها عام 2018 لتدشين خط القطار الفائق السرعة طنجة-الدارالبيضاء مع الملك، لكن الأمر توقف عند ذلك الحد.بعد سلسلة الحلافات التي ستهدها العلاقات بين العاصمتين. بمناسبة الزيارة الهامة، سيرافق الرئيس وزوجته بريجيت وفد واسع يضم وزيري الداخلية برونو ريتايو والجيوش سيباستيان ليكورنو. وفي محور النقاشات مكافحة الهجرة غير النظامية، وهي نقطة خلاف بين البلدين حول التصور لتدبير هذا الملف، فضلا عن ملف الأقاليم الجنوبية للملكة ستكون في صلب النقاشات خاصة في مجال الاستثمار في البنيات التحتية والحديث عن فتح مركز ثقافي وقنصلية فرنسية بمدينة العيون. كما ان عقودا جديدة لتسليح الجيش المغربي بالصناعة الفرنسية خاصة مروحيات الايرباص ستكون في صلب النقاشات حسب المصدر الفرنسي. المغرب لديه «رغبة في أن يشكل نقطة وصل بين أوروبا وإفريقيا»، وهو أمر استراتيجي ومهم أيضا على مستوى البنى التحتية، لا سيما في ما يتعلق بمشاريع الربط الكهربائي الذي يمس الأقاليم الجنوبية للمملكة وبناء احد اكبر موانئ المغرب بمدينة الداخلة.وهي استتمارات تهم الطرف الفرنسي. المجال الثقافي ومجال التعليم سوف يكون حاضرا في هذه القمة حيث يعتبر المغرب احد اهم البلدان التي تعرف شبكة من المدارس الفرنسية التي تضم 53 الف تلميذ تجعل من المغرب احد اهم البلدان الفرنكوفونية. فيما يخص التعلمي العالي فرنسا تضم 45 الف طالب مغربي وتشكل اول جالية طلابية اجنبية بفرنسا من اكثر من عقد ، كما ان فرنسا تضم جالية مغربية مهمة تتشكل من مليون ونصف المليون نسمة بالإضافة الى جالية فرنسية تضم خولي 44 الف مهاجر فرنسي بالتراب المغربي. وهي ارقام مهمة تعكس قوة وكثافة الروابط البشرية بين البلدين فيما يخص التبادل . وعلى مستوى المقاولات ، مازالت المقاولات الفرنسية تحتل الريادة رغم المنافسة الاسبانية والصينية. بالإضافة الى الاختراق الذي قامت به المقاولات المغربية التي تقوم بالاستثمار بفرنسا والتي تعد الأولى افريقيا في هذا الجانب. سيكون عنوان هذه الزيارة هو التجديد في العلاقات بين الرباطوباريس وطرح رؤية لتعاون بين البلدين في العقود الثلاثة المقبلة ،وكذلك التعاون والشراكة بين اوربا وافريقيا من اجل الدفع بسياسة رابح رابح بالمنطقة والخروج من سياسة تأزيم المنطقة التي تنهجها بعض الأنظمة.