لبى نداء ربه بالعاصمة الأردنية عمان، القائد والمؤسس وأحد أبرز قادة حركة التحرير الوطني «فتح» الفقيد فاروق القدومي الذي اشتهر باسم أبو اللطف. ويغادر فاروق القدومي دنيانا، بعد نضال طويل وصمود غير عادي في قيادة سفينة النضال الوطني الفلسطيني، في ظروف تعتبر واحدة من أحلك المراحل التي تعرفها القضية والشعب الفلسطينيين جراء حرب الإبادة في غزة وباقي التراب الوطني الفلسطيني تحت الاحتلال. وقد عرف المغاربة والقوى الحية في بلادنا، وعلى رأسها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الفقيدَ كأحد أبرز الوجوه التي قادت الديبلوماسية الفلسطينية في لحظات حاسمة من تاريخ القضية، عربيا وإقليميا ودوليا، قادته مرارا إلى المغرب، في سياقات مختلفة منذ اندلاع الكفاح الفلسطيني المشروع. والفقيد الذي ولد في الضفة الغربية عام 1931 من أوائل المنخرطين في العمل السياسي الوطني وشارك إلى جانب القائد الشهيد الرمز ياسر عرفات والشهيدين الخالدين خليل الوزير أبو جهاد وصلاح خلف أبو إياد والرئيس الحالي للسلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس أبو مازن. كما كان من أبرز الوجوه في منظمة التحرير الفلسطيني وقيادتها اللجنة التنفيذية التي أصبح من أبرز أعضائها في 1969 ورئيسا للدائرة السياسية لمنظمة التحرير في عام 1973 ومسؤولا عن دائرة الشؤون الخارجية للمنظمة في 1989. لقد فقدنا في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، كما فقد الشعب الفلسطيني، ومن ورائه الشعوب العربية الإسلامية وكل القوي الوطنية التحررية والقوى المحبة للسلام في العالم، مناضلا فذا، صلبا لا يلين في حق شعبه في إقامة دولته الحرة والمستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.. وبهذه المناسبة الأليمة أتقدم، أصالة عن نفسي ونيابة عن كل مناضلات ومناضلي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بأحر التعازي وأصدق المواساة للشعب الفلسطيني الحر ولحركة التحرير الوطنية «فتح» ولمنظمة التحرير الفلسطينية ممثله الشرعي والوحيد، وإلى الرئيس الفلسطيني ورفيق دربه محمود عباس، راجيا من العلي القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يسكن الفقيد فسيح جناته ..إنا لله وإنا إليه راجعون.