تواصل حركة فتح الفلسطينية عقد مؤتمرها السابع برام لله بعد أن انتخبت الرئيس عباس أبو مازن قائدا عاما لها . المؤتمر في سياقاتها المحلية والإقليمية والدولية يعد حدثا، وستكون لنتائجه السياسية والتنظيمية، آثار عميقة على نضال الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال الاسرائيلي الذي اغتصبت أرضه منذ ما يقارب سبعة عقود. لقد ارتبط النضال الفلسطيني بشكل كبير بحركة فتح التي تشكل العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية . قادت فتح النضال المسلح ضد الكيان الإسرائيلي، وقدمت المئات من الشهداء والآلآف من الأسرى منذ تأسيسها في نهاية خمسينيات القرن الماضي. أنجبت فتح ثوارا وقيادات سياسية وعسكرية وميدانية وفكرية ... وساهمت في أن تصبح القضية الفلسطينية وثورتها حاضرة في كل بقاع العالم ومن أولويات المنظمات الدولية والإقليمية . في اهتمامات الأحزاب والمؤتمرات ، في الإبداع بكل أصنافه ، وصاغت بمعية الفصائل مطلب «إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف». ودون شك، فالمؤتمر السابع الذي تجري وقائعه منذ بداية الأسبوع، سيكون محطة دفع جديدة لحركة فتح، ولمنظمة التحرير، ولنضال الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق ذلك المطلب. وسيعزز الصمود في وجه كل المخططات التي تهدف إلى قتل القضية الفلسطينية، وتفتيت جبهتها النضالية. ويؤكد الحضور النوعي والمكثف من بقاع العالم لهذا المؤتمر، أن هناك دعما قويا من أجل الدولة الفلسطينية . فهناك ستون وفدا جاؤوا من ثماني وعشرين دولة تمحورت كلماتهم وتصريحاتهم حول أن «لا سلام بالشرق الأوسط إلا بإقامة هذه الدولة « . هناك انتظارات من هذا المؤتمر، أبرزها العمل على وحدة الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية، واعتبار أن النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي من أولى الأوليات. وبالتالي، فإن صياغة حكومة وحدة وطنية ناجعة وفعالة، من أبرز واجهات تعزيز هذه الوحدة. وقد شكل حضور وفد عن حركة حماس، وإلقاء خطاب لقائدها عضو مكتبها السياسي خالد مشعل، خطوة مهمة، ورسالة قوية، من أجل صياغة، وبلورة، هذه الوحدة، حيث أكدت حماس التي تنشط بشكل قوي وفاعل بقطاع غزة على جاهزيتها لكل مقتضيات الشراكة مع فتح وكل الفصائل والقوى والشخصيات لما فيه المصلحة الفلسطينية. «نحن شركاء في الوطن والقرار. ونحن جاهزون لكل مقتضيات هذه الشراكة معكم في حركة فتح ومع جميع الفصائل لمصلحة شعبنا وقضيتنا». ومن الانتظارات ، إبداع أشكال جديدة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ومخططات الاستيطان التي يستهدف بها القدس ومناطق واسعة من الأرض الفلسطينية ، والتصدي لكل الإجراءات التي تسعى لتهويد المعالم الإسلامية والمسيحية بالمدينة المقدسة ،وكذا كيفية التحرك في مواجهة الأفق السياسي المسدود وجمود المفاوضات. ومن الانتظارات، دعم التوجه إلى الأممالمتحدة للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأممالمتحدة وصياغة جبهة عالمية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإحباط كل المناورات التي تقف في وجه هذا التوجه . ودعما لحركة فتح، ولنضال الشعب الفلسطيني، حرص الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في شخص كاتبه الأول على الحضور في هذا المؤتمر، انسجاما مع قناعة الاتحاد بأن القضية الفلسطينية قضية وطنية، وبأن مناضليه وتنظيماته من أولويات الاهتمام والمساندة المطلقة واللامشروطة.