تسابق إدارة الرجاء الرياضي الزمن من أجل توفير سيولة مالية تمكنها من تسديد مستحقات اللاعبين وأحكام النزاعات، حتى يتمكن الفريق من تأهيل لاعبيه الجدد، وكذا المشاركة في دوري أبطال إفريقيا خلال الموسم المقبل. ومن القضايا العاجلة التي تنكب عليها الإدارة الخضراء، ملف اللاعب المدافع إسماعيل مقدم، الذي وجه رسالة إنذارية إلى الفريق، وأمهله 15 يوما فقط من أجل تسديد مستحقاته المالية، والتي تقدر بحوالي 300 مليون سنتيم. وفي حال عدم تسديد هذا المبلغ داخل الأجل المحدد، فإن المدافع السابق لنهضة بركان سيلجأ إلى لجنة النزعات من أجل فسخ العقد من جانب واحد. وحاولت الإدارة الرجاوية منح مقدم نصف هذه المستحقات، مقابل التنازل عن شكايته وضمان استمراره مع الفريق، إلا أنه يصر على استلام مستحقاته كاملة، الأمر الذي سيحد من هامش تحرك المكتب المسير، الذي يتعين عليه تسديد حقوق باقي اللاعبين، الذين ينتظرون منح التوقيع وكذا منحة التتويج بكأس العرش، علما بأن المكتب المديري دأب على صرف الأجور ومنح المباريات في مواعيدها، بغاية الحفاظ على معنويات اللاعبين، وهو ما أثمر الفوز بالثنائية. وتوقعت مصادر مقربة من البيت الرجاوي أن يسير عدد من اللاعبين على نفس طريق مقدم، خاصة وأن الموسم الماضي شهدا وضعا مماثلا، حيث هدد كل من مروان فخر وأهولو وبولكسوت بفسخ عقودهم، ونجحوا في ذلك، قبل أن تعمد الإدارة الرجاوية إلى توقيع عقود جديدة معهم، فيما اختار المدافع جمال حركاس فسخ العقد والرحيل إلى الوداد. ورغم هذه الضائقة المالية يواصل الفريق الأخضر البحث عن لاعبين جدد، حيث أشارت تقارير إعلامية مصرية إلى حصول اتفاق بين الفريق البيضاوي والأهلي المصري على انتداب التونسي محمد الضاوي المعروف ب"كريستو"، (21 عاماً)، على سبيل الإعارة لموسم واحد. وتوقعت ذات التقارير أن تكلف هذه الصفقة الفريق الأخضر مبلغ 200 مليون سنتيم. وكان كريستو قد انضم إلى الأهلي المصري مطلع عام 2023 الماضي قادماً من النجم التونسي، حيث لعب 15 مباراة مع النادي القاهري، وفق وسائل إعلام مصرية. كما لعب كريستو مباراتين فقط مع المنتخب التونسي الأول، ونحو 10 مباريات مع المنتخب التونسي تحت سن 20، حسب إحصائية موقع "ترانسفير ماركت" العالمي. وكان الفريق الأخضر قد ضم سابقا كلا من عبد الكريم باعدي، بعدما أنهى التزامه مع نهضة بركان، وحارس شباب المحمدية المهدي لحرار والكونغولي فيليب كينزومبي، والإيفواري سيرج إيريك زيزي وهلال الفردوسي، القادم من المغرب التطواني. وفي المقابل غادر كل من محمد المكعازي بنهاية عقده، والثنائي المهدي مباريك والتونسي رياض بعيادة، بعدم لعبا للفريق بنظام الإعارة، قادمين على التوالي من العين الإماراتي والترجي التونسي. وغير بعيد عن مركب الوازيس، يعيش مركب الحاج محمد بنجلون نفس الأجواء. فمباشرة بعد منح هشام أيت منا صلاحية الإشراف على فريق الوداد إلى حين عقد الجمع العام، أواخر الشهر الجاري، توصلت الإدارة الودادية برسالة إنذارية من الحارس يوسف مطيع، يطالب فيها بمستحقاته المالية، التي تقدر بحوالي 130 مليون سنتيم، تشمل منحة التوقيع وبعض منح المباريات. وفي حال عدم توصله بمستحقاته داخل أجل 15 يوما، سيرفع مطيع قضيته إلى لجنة النزاعات بالعصبة الاحترافية، من أجل فسخ العقد من جانب واحد، وهو الخيار الذي لجأ إليه زملاءه السابقين الشرقي البحري، طه مريد، أسامة محروس وعماد الخنوس، الذين فسخوا عقودهم من جانب واحد. ومن شأن هذه النزعات أن ترهق مالية الفريق الأحمر، الذي سيدخل مرغما مرحلة إعادة بناء جديدة، بعد رحيل مجموعة من اللاعبين، يتقدمهم العميد يحي جبران الذي انتقل إلى الدوري الكويتي ومحمد أوناجم وإسماعيل الحداد. إذا كان هذا حال قاطرتي كرة القدم الوطنية، فكيف هو حال باقي الفرق، التي لا توفر على إمكانيات مالية وقاعدة جماهيرية، في مستوى ما يتوفر لقطبي الكرة البيضاوية؟