حل الإعلامي ومدير نشرة الأخبار بالقناة الثانية دوزيم، الجمعة الماضي، حميد سعدني ضيفا على برنامج "جمعة التواصل"، وذلك في إطار اللقاءات التي ينظمها محترف الممارسة والمعرقة الصحفية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك ، تحت إشراف أحمد طنيش. خلال هذا اللقاء المفتوح مع طلبة المحترف (ماستر كلاس) تحدث حميد سعدني عن بداياته كطالب بالمعهد العالي للصحافة بالرباط، قبل أن يلتحق بالقناة الثانية، حيث حظي بشرف الانطلاقة الأولى لقناة دوزيم سنة 1989 إلى جانب أسماء شابة مفعمة بالحياة تغمرها روح الحماسة والمغامرة، وهي على أبواب تجربة إعلامية رائدة ومتطورة،اعتبرت في زمنها الأفضل على المستوى القاري والعربي، بل وكانت تنافس قنوات فرنسية وأوروبية بفضل جودة برامجها المتنوعة في السياسة والثقافة والفن والرياضة، واتسم خطها التحريري بالجرأة والصراحة تلبية لرغبة الملك الراحل الحسن الثاني، الذي كان يولي اهتماما خاصا لقناة دوزيم، حسب ما صرح به حميد سعدني، مستندا في ذلك على مذكرات الكاتب الصحفي والمؤرخ عبد الصادق معنينو. وردا على أسئلة الطلبة، كشف مدير أخبار القناة الثانية عن التدابير التي اتخذها من أجل تطوير بلاطو الأخبار فور تعيينه المسؤول الأول على تسييرها، كما أوضح للطلبة ملابسات قضية ما بات يعرف ب"حرب دفاتر التحملات" والتي دارت رحاها بين إدارة القناة وحكومة البيجيدي، وكيف تدخل جلالة الملك محمد السادس بكل حكمة من خلال تعيين لجنة من الأساتذة والمثقفين، نجحت في إخراج الأزمة من عنق الزجاجة، وخلق توافق بين الطرفين. كما تحدث ضيف "ماستر كلاس" عن هامش الحربة التي يستدعيها العمل الصحفي باعتبارها السلطة الرابعة، حيث شبه علاقة الصحافة بالحرية، كالسمكة التي لا يمكن لها العيش خارج المحيط. وفي هذا السياق، أكد الضيف أن مسألة الحرية تبقى مقيدة بالقوانين الدستورية، لهذا ستظل دائما نسبية حتى ولو تعلق الأمر بالدول العظمى، مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الغربية. كان المحتفى به يرد على أسئلة الطلبة بصدر رحب وبأريحية تظهر على محياه، وهو يعي تماما في تلك اللحظة التي وثقها طلبة المحترف بالصور وبأشرطة الفيديو، أهمية اللقاء الذي يجمعه مع رجال ونساء المستقبل، فكانت أجوبته دقيقة وصادقة لقيت تفاعلا إيجابيا من قبل الشباب الذي ملأ جنبات قاعة الاجتماعات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء. كما وجه حميد سعدني العديد من النصائح لكل من يأمل الوصول إلى مهنة الصحافة في المستقبل، أن يتحلى بالموضوعية والحيادية والتميز في صياغة الخبر، منتقدا في الوقت ذاته، التسيب الذي يشوب المجال بسبب التطفل على مهنة المتاعب، وتفريخ الجرائد الإلكترونية بأعداد قياسية، محذرا من خطورة الظاهرة وتداعياتها على المجتمع، حيث دعا إلى التصدي لمثل هذا النوع من المشاريع، التي لا يكلف أصحابها إمكانيات مادية أو لوجيستية، لكن تغرق المجال في بحر من الظلام. وكما جرى التقليد لدى منظمي محترف الممارسة والمعرفة الصحيفة، تم في آخر اللقاء، اتخاذ صور تذكارية مع ضيف برنامج "جمعة التواصل" لتعزز بواسطتها أرشيف كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك.