عشنا، نهاية هذا الأسبوع، مع حدث سيظل راسخاً في ذاكرة العلاقة المغربية-الجزائرية، وهي العلاقة التي كان العديد من المتفائلين يعتبرون أن كرة القدم، باعتبارها رياضة الشعوب، قد تساهم في تقريب الشعبين والدولتين، ليفاجأوا بما حدث من احتجاز لفريق نهضة بركان بمطار الهواري بومدين، لاعبين وطاقم رياضي وتقني، بعد حالة رعب واستنفار عاشها المطار بسبب أقمصة رياضية كروية للاعبين، وهي الأقمصة الرسمية التي يلعب بها الفريق، والتي تحمل علم المغرب بخريطة بلدنا كاملة، كما هي معترف بها دولياً وأممياً، وكما هي معترف بها من طرف الكاف، لكن العسكر الجزائري عمد إلى إثارة معركة لإظهار نفسه بمظهر القوة الضاربة، هذه القوة التي تحولت إلى أضحوكة بعد منع دخول الفريق إلى الجزائر بسبب الأقمصة الرياضية، فكان سؤال الجمهور: هل توجد قوة ضاربة في العالم يُفزعها قميص لكرة القدم!!؟ لقد اكتشف الشعب الجزائري أن بلده يحكمها نظام جد هش داخلياً، لا يكتفي بالتصرف بشكل أرعن، بل مستعد ليحول نفسه إلى أضحوكة فقط تنفيذاً لسياسته المريضة تجاه كل ما هو مغربي حتى لو تعلق بالرياضة وبلعبة شعبية ككرة القدم، التي تظل بعيدة عن التسييس وعن النزاعات بين الدول، لكن هذا النظام العسكري لا يمكن أن يفوت فرصة دون أن يمارس ساديته، ويظهر نفسه بمظهر نظام يقوده عسكر مجنون ومهووس بشكل مرضي بالمغرب وبكل ما يمت بصلة إلى بلدنا، دون أن يميز بين الصراع الدبلوماسي والسياسي الذي يريد جر المغرب إليه، وبين الرياضة التي تحكمها قواعد الروح الرياضية، وابتعادها عن السياسة، معتمداً خلطاً يؤكد أن هذا النظام هو نظام منخور ولم يعد له من معارك غير مطاردة أقمصة لاعبي كرة القدم في مشهد وصور وفيديوهات حتى كوريا الشمالية تجاوزت ارتكابها في علاقتها بكوريا الجنوبية، ليكون العسكر الجزائري، وعلى رأسه شنقريحة هو من يقف، بلا شك، وراء هذه الحادثة باعتباره الماسك بكل خيوط اللعبة في الجزائر بسبب حقده الدفين منذ حادثة امغالة التي لم يستطع تجاوزها مما شكل له عقدة نفسية تجاه المغرب. الكاف تدخل وأصدر بلاغه الواضح إنصافاً لفريق نهضة بركان الذي اعتبر أن أقمصته متلائمة مع لوائحه، وأن من حقه اللعب بها، وطالب الدولة الجزائرية بتسليم اللاعبين أمتعتهم الرياضية بما فيها الأقمصة الرسمية للفريق التي تحمل خريطة المغرب كاملة، خاصة وأن الكاف لا يعترف بالكيان الوهمي ولا بوجود أي تمثيلية رياضية لهذا الكيان الوهمي داخل الكاف، كما أنه يعترف بالخريطة الرسمية للمغرب وسبق له أن نظم عدة تظاهرات رياضية بالجنوب المغربي، في اعتراف كامل وتام بالحدود المغربية كما هي متعارف عليها أمميا، هذا التدخل جاء ليضع النقط على الحروف ويعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي، وتبعا لذلك تأكدت الكاف أن كرة القدم في الجزائر أصبحت خاضعة لأهواء العسكر الجزائري، ولعقده التي يريد تصريفها في كل شيء حتى لو تعلق الأمر بكرة القدم. النظام الجزائري بدون أن يشعر أظهر لشعبه وللعالم بأنه نظام، متهور، ضعيف، منهار داخليا...وإلا لما أفزعته أقمصة عادية لفريق كرة القدم وجعلته يستنفر كل الأمن والعسكر لإحداث جلبة بمطار الهواري بومدين، انتهت بإظهار حقيقته وحقيقة الحقد الذي يصرفه ضد كل ما هو مغربي، ويتأكد أن هذا النظام مستعد للقيام بكل شيء مادام قميص كرة القدم قد دفعه إلى الجنون، بالشكل الذي شاهده الجميع، وفي ذلك لا يمكن أن نقول: ابتلانا الله ب»جار» مجنون لا شفاء له غير وضع عسكره في مستشفى للأمراض العقلية والنفسية علَّه يُشفى من عقده التاريخية، في انتظار ذلك ما علينا إلا أن نستمر في مسارنا الجماعي نحو الديموقراطية والتنمية، ورفع قدراتنا لاستضافة مشرفة للمغرب لكأس العالم مع إخوانه وجيرانه الحقيقيين.