خول مجلس الوزراء المصغر للاحتلال الإسرائيلي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت صلاحيات اتخاذ القرارات للرد على الهجوم الإيراني. وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس الأحد «إحباط» الهجوم الذي شنته إيران ضد الدولة العبرية، مؤكدا اعتراض «99 بالمئة» من الطائرات المسيرة والصواريخ التي كانت تستهدفها، وإصابة 12 شخصا. وقال الجيش في بيان «الهجوم الإيراني كما تم التخطيط له من قبل إيران أحبط»، مضيفا «اعترضنا 99 بالمئة من التهديدات نحو الأراضي الإسرائيلية. هذا انجاز استراتيجي مهم». وأوضح أن طهران شنت «هجوما ضد إسرائيل وأطلقت أكثر من 300 تهديد من أنواع مختلفة» منها «صواريخ بالستية وطائرات مسيرة وصواريخ كروز»، مشيرا الى أن هذا الهجوم واجه «التفوق الجوي والتكنولوجي» للجيش الإسرائيلي بمشاركة «تحالف قتالي قوي… تمكن من اعتراض الغالبية الساحقة من التهديدات». في السياق نفسعه، وكنوع من الرد على الهجوم الإيراني، طلبت إسرائيل انعقاد مجلس الأمن لإدانة الهجوم الإيراني وتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة «إرهابية. وكتب جلعاد إردان، مندوب إسرائيل لدى الأممالمتحدة، في منشور على منصة إكس «يمثل الهجوم الإيراني تهديدا خطيرا للسلم والأمن العالميين وأتوقع أن يستخدم المجلس كل االوسائل لاتخاذ إجراء ملموس ضد إيران». من جهته، أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري أمس الأحد أن الهجوم بالطائرات المسيرة والصواريخ الذي شنته طهران على إسرائيل ليلا، «حقق كل أهدافه». وقال باقري في تصريحات للتلفزيون الرسمي إن «عملية الوعد الصادق نفذت بنجاح بين ليل أمس وصباح اليوم (الأحد)، وحققت كل أهدافها». مشيرا الى أن الضربات استهدفت موقعين عسكريين هما «المركز الاستخباري الذي وفر للصهاينة المعلومات المطلوبة» لقصف القنصلية الإيرانية في دمشق، إضافة الى «قاعدة نوفاطيم التي أقلعت منها طائرات «إف-35» لشن الضربة في الأول من أبريل. وأكد باقري أن الموقعين أصيبا بأضرار بالغة «وخرجا من الخدمة». وشدد أعلى مسؤول عسكري إيراني على أنه «ليس لدينا أي نية لمواصلة العملية ضد إسرائيل، فالعملية انتهت من وجهة نظرنا»، مؤكدا أن الهجوم الذي شنته إيران «كان بمثابة عقاب، ورد ها على أي عمل سيكون أكبر بكثير». وجدد التأكيد بأن طهران بعثت برسالة الى واشنطن حليفة إسرائيل عبر السفارة السويسرية «مفادها أنه إذا تعاونت أمريكا مع الان الصهيوني من خلال قواعدها العسكرية (في المنطقة)، فإن قواعدها لن تكون آمنة». إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام عبرية أن وزير الحرب في دولة الاحتلال يوآف غالانت أجرى اتصالا مع نظيره الأمريكي لويد أوستن لتنسيق الرد على الهجوم. وفي ذات السياق، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، «إنه التقى مع فريق الأمن القومي للحصول على تحديث بشأن الهجمات الإيرانية على إسرائيل. مؤكدا أن التزام الولاياتالمتحدة بأمن «إسرائيل» إزاء تهديدات إيران ووكلائها صارم. وذكرت القناة 12 العبرية، «أن مسؤولين كبارا في إدارة بايدن طلبوا من حكومة نتنياهو مناقشة أي رد على الهجوم الإيراني مع واشنطن. من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في موقع «واينت» الإلكتروني، رون بن يشاي، أن «الهجوم الإيراني فشل بعد أن زوّد الأمريكيون، البريطانيون، الفرنسيون، وعلى ما يبدو سلاح الجو الأردني أيضا، حزام رصد مسبق لمئات الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة وصواريخ كروز التي أطلقتها إيران. ونتيجة لذلك تمكنت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي من تركيز جهودها على اعتراضها قبل وصولها إلى الأراضي الإسرائيلية». واعتبر بن يشاي أن «إنجازا آخر لإسرائيل يكمن في حقيقة أن الولاياتالمتحدة، بريطاني، فرنساوالأردن أيضا لم يرتدعوا من تهديدات إيران باستهدافهم، وإنما حاربوا بشكل فعال من خلال تقاسم عمل دقيق ومخطط له مسبقا إلى جانب إسرائيل، وبذلك تحقق حلم إسرائيل الإستراتيجي بهندسة الدفاع الإقليمي أمام إيران'». وكان الأردن أعلن أنه «جرى التعامل مع بعض الأجسام الطائرة التي دخلت إلى أجوائنا ليلة أمس (السبت)، والتصدي لها للحيلولة دون تعريضها لسلامة مواطنينا والمناطق السكنية والمأهولة للخطر». وبينت أن «شظايا قد سقطت في أماكن متعددة دون إلحاق اي أضرار معتبرة أو أي إصابات بين المواطنين».