تلعب المواقع التواصل الاجتماعية دورا هاما في حمل خبر الأسر والدواوير والجماعات التي حلت محل القبائل، فتحمل أحيانا أخبارا سعيدة، وغالبا ما تحمل أخرى غير سارة تدمي القلوب، خاصة كلما تعلق الأمر بعالمنا القروي الذي يعاني من الجفاف المستمر وانعدام الشغل والغلاء. وإذ سبق أن تحدثنا في هذا المنبر عن الرعي الجائر الذي أتى على الأخضر واليابس، أضف إلى هذا تعرف الرعاة على القبائل والدواوير والأسر، وعلى من لديه قطيع من الغنم يستعين به على متطلبات حيث أغلبية الساكنة يشترون الصهاريج المحملة بماء الشروب، أضف إلى هذا ملابس أفراد الأسرة وعلاجهم على سبيل المثال لا الحصر، حيث كان المواطنون بجماعة توغمرت قيادة الفيض دائرة أولاد برحيل عمالة تارودانت، يستعينون بقطعانهم في التغلب على ما تمت الإشارة إليه من متطلبات الحياة، يساعدهم في ذلك الصبر والثقة والأمان والأمن، إلى أن نزل الخبر المشؤوم كالصاعقة. خبر غير المألوف كان مضمونه تعرض زريبة المسمى بلحاج سعيد الكابوس بدوار أكلز جماعة توغمرت للسطو ليلا، حيث قامت عصابة بكسر الباب وإخراج حوالي 130 رأسا من الغنم وقاموا بالمشي بها لحوالي عشر كيلومترات إلى أن أوصلوا القطيع لجوار قرية مكزارت التابعة لجماعة النحيت حيث كانت تنتظرهم الشاحنة التي حملوا بها القطيع المسروق إلى جهة مجهولة، تاركين الكسّاب المسكين وأسرته ليستنجد بالجهات المسؤولة وبالمواقع التواصلية الاجتماعية؟ ورغم مرور حوالي شهر لم يعثر للعصابة وللقطيع المسروق على أثر، مما يجعل من إعادة النظر في تمركز عناصر الدرك الملكي في مراكز الدوائر وحيث العمالات أمرا ملحا، بل أنه من المستعجلات لحماية البقية الباقية من الساكنة في عالمنا القروي، ونحن نعلم أن البداية كانت بسرقة منازل المهاجرين هنا وهناك، ليصل الأمر إلى قطعان الماشية، والسؤال الذي يفرض نفسه هو: ألا يستحق هذا المواطن وأمثاله تدخل وزارة الفلاحة وغيرها من الجهات المسؤولة لتعويضه ولو نسبيا عن الفاجعة التي لحقت به؟