أجرت الصحيفة الإلكترونية الإسبانية «الثورة الجديدة « La nueva revolución، حوارا مع أحد أهم قادة الصف الأول في الجبهة الانفصالية المدعو»عمر منصور» بصفته عضو الأمانة العامة والمسؤول عن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي ببروكسيل، حاول من خلاله بعث رسائل في كل الاتجاهات، لإسبانيا والمغرب، وبالخصوص لقيادة الرابوني، انطلاقا من كون المعني بالأمر كان دائما من الداعين للاستمرار في المفاوضات، رغم سقطة الدعوة إلى إشراك الدرونات الانتحارية ة في معركة ما بعد تحصين معبر الكركرات من طرف المغرب…… لكن ما الذي حاول المدعو عمر منصور أن يمرره في حواره، ولمن؟ كما نعلم جميعا إن الجبهة الانفصالية، ومباشرة بعد التدخل الحازم للقوات المسلحة الملكية، والموقف الصارم للمغرب تجاه الخرق المتواصل لقرار وقف إطلاق النار، والعبث المتواصل داخل المنطقة العازلة، والتأمين النهائي لمعبر الكركرات، بل والبدء في إعماره وتحويله لنقطة حدودية بمواصفات ومعايير دولية وإنسانية…..؛ بعد كل هذا، لم يعد للجبهة الانفصالية من خيار سوى قرار انتحاري بأن أعلنت إنهاء اتفاق وقف إطلاق النار( نونبر 2020) وبالتالي خرقت كل اتفاقاتها مع الأممالمتحدة، وانسحبت من أي التزام تجاه المنتظم الدولي…. وبعد أكثر من 1000 بلاغ عسكري حول القصف الفاشل، بسبب ضعف التسليح والتأطير، وغياب التركيز على الأهداف العسكرية، وضبط المغرب الشامل للمنطقة العازلة، بل في نهاية أكتوبر من سنة 2023، أطلقت ميليشيات الانفصال قذائف متفجرة، استهدفت أحياء سكنية بمنطقة السمارة المغربية، وأوقعت ضحايا من الصحراويين المدنيين العزل، وهي جريمة حرب تخرق مبادئ القانون الدولي الإنساني….. الآن وبعد أكثر من ثلاث سنوات من خرق وقف إطلاق النار، وألف بلاغ عسكري، وبعد الفشل الذريع، يبرر المدعو عمر منصور سؤال ضعف الوسائل المستعملة في حربهم، وغياب الدعم العسكري لتكثيف النزاع، بأن الجبهة الانفصالية، «تحاول إبقاء الصراع الصحراوي منخفض الحدة»، وكون الحرب الحالية هي حرب استنزاف، وأن الجبهة يمكنها الحصول على المزيد من الوسائل العسكرية من أصدقائها….. جواب عضو أمانة الجبهة الانفصالية، عرّضه لموجة من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي من طرف نشطاء ومسؤولين بشكل مباشر وبحدة كبيرة، لكنه يحمل في طياته قراءات متعددة، منها رغبة الجبهة في العودة إلى قرار وقف إطلاق النار، وعدم الانخراط في قرار المؤتمر الاخير، القاضي بتقديم الدعم العسكري وتكثيف والرفع من المقدرات المخصصة، لم يتم تنفيذه…. كون المدعو»عمر منصور» يصرح أن الحرب تدور في أرض حساسة، وكون بلدان المغرب العربي ودول الساحل لديها وضع متقلب، وأن قضية الأمن في المنطقة ليست سهلة، من المؤكد أنه لا يتحدث عن المغرب، بل يقصد بصفة مباشرة دولة الغاز الجزائر، كون علاقاتها مع كل جيرانها غير سليمة (مالي نموذجا)، ووضعها الداخلي غير المستقر. الحوار عموما يؤشر على: 1- لم يعد لقيادة الجبهة الانفصالية منابر صحفية مهمة داخل إسبانيا لتصريف مواقفها ( صحيفة الثورة الجديدة جد محدودة الانتشار). 2- كون وضع الجزائر جد حساس بالنسبة جيرانها، فكل الخطوات الانتحارية للجبهة الانفصالية قد تشكل تهديدا لامنها 3- فشل 1000 بلاغ عسكري في الرفع من حدة الحرب، دليل ضعف هيكلي مزمن. 4-وضع المغرب في رئاسة مجلس حقوق الإنسان الأممي، ورئاسة مجلس الأمن و السلم الإفريقي، يرفع من صدقية مواقفه ويعزز مقترحات لدى المجتمع الدولي. 5- احتمال أن تطلب الجبهة الانفصالية العودة إلى وقف إطلاق النار والعودة لمربع المفاوضات، قوي وتفرضه المتغيرات الكبيرة في الساحل والصحراء والحضور المغربي فيها. * عضو المكتب السياسي لجنة العلاقات