أكد المنتخب الوطني، رابع مونديال قطر، عبوره إلى ثمن نهائي كأس أمم إفريقيا، بعدما حافظ على مركزه الأول، عقب انتصار مستحق بهدف واحد، على زامبيا في ختام مباريات المجموعة السادسة، مساء أول أمس الأربعاء على ملعب لوران بوكو في سان بيدرو، فيما ذهبت البطاقة الثانية إلى منتخب الكونغو الديمقراطية، المتعادل سلبا مع تنزانيا. وجاء الهدف المغربي من رجل حكيم زياش، الذي زار شباك الحارس الزامبي لاورنس مولينغا، في الدقيقة 37، ليرفع رصيده إلى 22 هدفا، يحتل بها المركز الثالث ضمن أفضل هدافي أسود الأطلس، بعد العميد أحمد فرس وصلاح الدين بصير. وكان المنتخب الوطني، الباحث عن لقبه الثاني بعد 1976، قد اطمأن على عبوره إلى الدور الثاني، بعد نتائج مباريات يوم الاثنين، وتحديدا تعادل الموزمبيق مع غانا 2 – 2. ورغم غياب وليد الركراكي عن دكة الاحتياط، بفعل قرار الإيقاف من طرف الاتحاد الإفريقي لأربع مباريات، اثنتان منها موقوفتا التنفيذ، وناب عنه مساعده الأول رشيد بنمحمود في المهمة، إلا أن الفريق الوطني لم يتأثر كثيرا بغياب الناخب الوطني، الذي تابع اللقاء من المدرجات، بل أكثر من هذا منح الفرصة لبعض لاعبي الاحتياط (يونس عبد الحميد، إسماعيل الصيباري)، اللذين أخذا مكان العميد غانم سايس وسليم أملاح لتفادي حصولها على البطاقة الصفراء الثانية، مع عودة الظهير الأيسر يحي عطية الله، الذي استعاد مكانه من محمد الشيبي، الذي عاني كثيرا في اللقاء الثاني أمام الكونغو الديمقراطية، فيما ترك النصيري مكانه لأيوب الكعبي. وأصبح يونس عبد الحميد أكبر لاعب مغربي يشارك في النهائيات القارية، حيث يبلغ من العمر 36 سنة وأربعة أشهر. واندفع المنتخب الوطني مند صافرة البداية نحو معترك عمليات المنتخب الزامبي، بهدف حسم النتيجة مبكرا، لكنه فشل في ذلك بسبب غياب الفعالية في الأمتار الأخيرة، فضلا عن المبالغة في اللعب الفردي، الأمر الذي أفشل عدة محاولات. وتواصلت السيطرة المغربية، لكن الهدف تأخر حتى آخر أنفاس الجولة الأولى، بعد محاولة سريعة استلم إثرها أشرف حكيمي كرة طويلة من منتصف الملعب وانسل في الجهة اليمنى، قبل أن يرسل كرة عرضية قوية فشل الحارش في السيطرة عليها بفعل مضايقة الكعبي، فعادت الكرة إلى زياش القادم من الخلف وسددها بقوة داخل الشباك (د37). وكاد الكعبي أن يضاعف الغلة، بعد عرضية من بوفال، لكن ضربته الرأسية أبعدها الحارس مولينغا بأطراف أصابعه إلى ركنية (40). ومع انطلاق الجولة الأولى، انضم مهاجم باير ليفركوزن أمين عدلي إلى المجموعة، بدلا من زياش الذي تعرض لإصابة في نهاية الشوط الأول. ورغم بعض التراخي في أداء المجموعة الوطنية فإن الرصاصات النحاسية لم تصب المرمى المغربية، حيث كان التسديد من بعيد الحل الوحيد أمام الزامبيين، لكنها لم تقل راحة الحارس بونو كثيرا. وفي ظل هذا الفتور المغربي، لجأ الركراكي، الذي كان على تواصل دائم بكرسي الاحتياط ، إلى إدخال عبد الصمد الزلزولي وأمير ريتشاردسون، مكان بوفال والصيباري، قبل أن يستنجد بطارق تيسودالي لتعويض الكعبي. ومنحت هذه التبديلات بعض الدفء للفريق الوطني، الذي نجح في احتواء الخطورة الزامبية، وسيطر على الكرة طيلة دقائق اللقاء، لكن النقطة التي ينبغي الالتفات إليها في مباراة الدور المقبل تبقى هي تعزيز الفعالية في الأمتار الأخيرة، وتغليب الأداء الجماعي على الاستعراض الفردي. وسيجد أسود الأطلس في طريقهم منتخب جنوب إفريقيا، المتأهل ثانيا عن المجموعة الخامسة، في لقاي قوي يوم الثلاثاء المقبل ابتداء من التاسعة ليلا بالتوقيت المغربي.