بعث جلالة الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة المرحوم الأستاذ أحمد حرزني .ومما جاء في برقية جلالة الملك " فقد تلقينا ببالغ التأثر والأسى، نعي المشمول بعفو الله ورضاه المرحوم الأستاذ أحمد حرزني، تلقاه الله بجميل إحسانه، وأسكنه فسيح جنانه". وأضاف جلالة الملك " وبهذه المناسبة المحزنة، نعرب لكم، ومن خلالكم لكافة أهلكم وذويكم، ولسائر أسرة الفقيد الحقوقية، عن أحر تعازينا وأصدق مشاعر مواساتنا، في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه، سائلينه تعالى أن يلهمكم جميل الصبر وحسن العزاء". وقال صاحب الجلالة أيضا في هذه البرقية "وإننا لنستحضر ما كان يتسم به الراحل المبرور من دماثة الخلق، ومن شيم المناضلين الحقوقيين الأوفياء للوطن ولثوابته المقدسة ، وكذا ما هو مشهود له به من التفاني ونكران الذات في مختلف المهام السامية التي تقلدها، ولاسيما كرئيس سابق للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، حيث ظل رحمه الله ، حريصا على الدفاع عن قيم الحرية والعدالة والإنصاف، وعلى النهوض بثقافة حماية حقوق الإنسان". وتابع صاحب الجلالة "وإذ نشاطركم أحزانكم في هذا الرزء الفادح، مؤكدين لكم خالص مشاعر تعاطفنا، فإننا نتضرع إلى الله عز وجل أن يجزي فقيدكم العزيز، الذي كان يحظى بكامل تقديرنا، خير الجزاء عما قدمه من عطاء غزير في خدمة المصالح العليا للوطن والمواطنين، ويتغمده بواسع الرحمة والغفران، ويتقبله في عداد الصالحين من عباده، المنعم عليهم بالجنة والرضوان". "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون". صدق الله العظيم. وتم، بعد صلاة ظهر أول أمس الأربعاء بالرباط، تشييع جثمان الراحل بعد صلاتي الظهر والجنازة بمسجد الشهداء، لينقل جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء حيث ووري الثرى. وكان الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي قد زار بيت الفقيد وقدم واجب العزاء لأفراد أسرته وعائلته ولرفاقه الذين حجوا الى المنزل، كما حضر الجنازة العديد من أعضاء المكتب السياسي للحزب ومسؤوليه وبرلمانيين ومثقفيه الذين عرفوا الفقيد رحمه الله في محطات عديدة من النضال الديموقراطي التقدمي.. كما حضر هذه المراسيم، أفراد أسرة الفقيد وأقاربه وذووه، ووزير العدل، ورئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وزعماء وممثلو بعض الأحزاب السياسية، إلى جانب عدد من الشخصيات. وكان الراحل حرزني، المزداد سنة 1948 بجرسيف، والحاصل على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا من جامعة كنتاكي بلكسنتون بالولايات المتحدة (1994) ، قد شغل العديد من المهام، من بينها رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في الفترة ما بين 2007 ومارس 2011، وهو التاريخ الذي أصبحت فيه هذه المؤسسة تحمل اسم المجلس الوطني لحقوق الإنسان. وبدأ الفقيد مساره المهني كأستاذ للتعليم الإعدادي من أكتوبر 1971 إلى 1986، ثم باحثا بالمعهد الوطني للبحث الزراعي بسطات من يونيو 1986 إلى غشت 1995، ثم بالرباط وسطات من 1997 إلى أكتوبر 2006 ، فأستاذا بجامعة الأخوين بإفران من شتنبر 1995 إلى دجنبر 1996. وفي نونبر 2006، عينه صاحب الجلالة أمينا عاما للمجلس الأعلى للتعليم. وخلال توليه مهمة رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، أشرف الراحل ، الذي أصدر عدة مقالات تحليلية وكتب، على مهمة تتبع تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة.