دخلت العداءة فاطمة الزهراء كردادي التاريخ، صباح أول أمس السبت، بإهداء المغرب أول ميدالية في سباق الماراثون الخاص بالسيدات ضمن بطولة العالم لألعاب القوى المقامة ببودابست. وبصمت كردادي على أداء استثنائي، سجل اسمها ضمن قائمة الفائزين ببطولة العالم 19 لألعاب القوى، لتحول دون استحواذ إثيوبيا الكامل على منصة التتويج، وهو الأمر الذي بدا قابلا للتحقق. وبعزمها على التألق ضمن هذا التحدي الكبير، الذي تم التنافس فيه على قطع مسافة 42.195 كلم، تمكنت البطلة المغربية من احتلال المركز الثالث في ماراثون السيدات، في ظرف ساعتين و25 دقيقة و17 ثانية. واحتلت كردادي المرتبة الثالثة وراء الإثيوبيتين أماني بيريسو شانكولي، بطلة العالم التي سجلت توقيت ساعتين و24 دقيقة و23 ثانية، ومواطنتها غوتيتوم جيبريسلاس (ساعتان و24 دقيقة و34 ثانية). ولم يساور البطلة المغربية أدنى شك في فرصها للتألق واعتلاء منصة التتويج في ماراثون السيدات، رغم المنافسة الشديدة، وتمكنت خلال الكيلومترات الأخيرة من التقدم والارتقاء في تصنيف السباق، لتتفوق أخيرا على الإسرائيلية لوناي شمتاي سالبيتر والإثيوبية يالمزرف يهوالاف (المركزان الرابع والخامس على التوالي). وأثبتت كردادي، البالغة من العمر 31 عاما، قدرتها على الصمود والتحمل بشكل خاص لإنهاء السباق ضمن العداءات الثلاثة الأوائل، مانحة المغرب ميداليته الثانية في بطولة العالم ال19 لألعاب القوى، بعد الميدالية الذهبية التي حازها سفيان البقالي في سباق 3000 متر موانع. وعبرت كركادي عن سعادتها بهذه الميدالية، قائلة إنها تهدي إنجازها إلى جلالة الملك محمد السادس، مشددة على أن فوزها بميدالية برونزية حلم تحقق، وأن هذا التتويج لم يأت من فراغ، بل نتيجة سنوات طويلة من التداريب الشاقة والاجتهاد. وبهذه الميدالية الجديدة، يرتفع رصيد المغرب في بطولات العالم لألعاب القوى إلى 33 ميدالية في 19 مشاركة، منها 12 ذهبية و12 فضية و9 برونزيات. وتعد هذه الميدالية الثالثة للمغرب في حدث الماراثون ضمن بطولات العالم لألعاب القوى، بعد الميداليتين الذهبيتين اللتين حازهما البطل جواد غريب في بطولتي العالم لألعاب القوى باريس عام 2003، وهلسنكي عام 2005. وبفضل الميداليات التي حصل عليها سفيان البقالي وفاطمة الزهراء كردادي، يحتل المغرب، الممثل في بطولة العالم (بودابست – 2023) ب 17 رياضيا (12 عداء و5 عداءات)، المركز 13 في جدول الميداليات، مناصفة مع اليابان واليونان.