تنظم أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، غدا الخميس 18 ماي الجاري، يوما دراسيا حول موضوع «الإكراهات العلمية والتكنولوجية للهيدروجين الأخضر في المغرب»، وذلك بمناسبة الاحتفال بالذكرى السابعة عشرة لتنصيبها من طرف جلالة الملك محمد السادس. وأوضح بلاغ للأكاديمية أن الهدف من هذا اللقاء، الذي ينظم بشراكة مع التجمع المغربي للهيدروجين الأخضر ومعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة، هو تقييم التقدم المحرز في البحوث العلمية والتكنولوجية بشأن العناصر الحاسمة في سلسلة القيمة الخاصة بالهيدروجين الأخضر والتطبيقات ذات الصلة للمغرب في أفق عام 2035، إضافة إلى تحديد مسارات البحث وتشجيع الباحثين المغاربة على العمل حول هذا الموضوع، فضلا عن عرض مختلف المقاربات الحالية والنجاحات الأولى في هذا الميدان على الصعيد الدولي. وسجل البلاغ أن الهيدروجين الأخضر يمكن أن يلعب دورا مهما في انتقال الطاقة النظيفة في المغرب، والذي يواجه تحديات كبيرة في مجال الطاقة، بما في ذلك الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد وما ينتج عنه من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، مضيفا أن الهيدروجين الأخضر يمكن أن يساعد في مواجهة هذه التحديات من خلال توفير بديل نظيف ومستدام، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أيضا «استخدامه لتخزين الطاقة الزائدة الناتجة عن مصادر الطاقة المتجددة المتقطعة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما قد يساعد في حل مشكلة تقطعها». وأضاف المصدر ذاته أن التوجيهات الملكية تؤكد على أهمية تطوير سلسلة القيمة الخاصة بالهيدروجين الأخضر، من إنتاج الجزيئة انطلاقا من الطاقات المتجددة إلى استخدامه في مختلف مجالات القطاع الاقتصادي. وأشار البلاغ في هذا الصدد إلى ترؤس جلالة الملك محمد السادس، في 22 نونبر الماضي، جلسة عمل خصصت لتطوير الطاقات المتجددة والآفاق الجديدة في هذا المجال، والتي أعطى خلالها جلالته توجيهاته بهدف تسريع وتيرة تطوير الطاقات المتجددة، ولاسيما الطاقات الشمسية والريحية. وأضاف المصدر نفسه، أن المغرب الذي يتوفر على إمكانات كبيرة لإنتاج الطاقة المتجددة قد حدد لنفسه هدف إنشاء قطاع وطني للهيدروجين الأخضر (الهيدروجين الذي يتميز بكثافة منخفضة للكربون)، واستخدام هذا الناقل لتخزين الطاقة المتجددة والمتقطعة. ويهدف إنشاء هذا القطاع أيضا، يشير البلاغ، إلى تعزيز مكانة المملكة وإرسائها كمركز إقليمي رائد في تصدير الهيدروجين ومشتقاته، وذلك باستخدام مصادر الطاقة هذه لإنتاج الهيدروجين الأخضر، مما يسمح للمغرب بتقليل اعتماده على الوقود الأحفوري وأن يصبح أيضا مصدرا للطاقة الخضراء.