من حقنا أن نفرح بنصر مستحق بذل من أجله شبابنا كل ما ملكوا من إرادة وقوة وعرق، وهندس له وليد وطاقمه الإداري والتقني والطبي بذكاء وإصرار وعزيمة، وأسهم الجمهور المغربي قاطبة بقسط وفير حين هب لتشجيع الفريق الوطني عبر كل الوسائل وفي جميع الفضاءات… من حقنا أن نعتز بهذا المكتسب الوطني والعربي/ الأمازيغي/ الإفريقي… هو إنجاز رمزي كلل جهود الجامعة الملكية لكرة القدم وعلى رأسها فوزي لقجع… وإذا كان الفرح والاعتزاز مشروعين ومطلوبين بغض النظر عن موقفنا من السياسات الحكومية في مجالات الاقتصاد والاجتماع والثقافة، لا ينبغي أن نسقط على واقعة رياضية، نصرا كانت أم هزيمة، دلالات أخرى، دينية أو سياسية أو تاريخية، لأن كل هكذا تأويل يسيء للرياضة وللروح الرياضية، وقد يسيء إلى قيم التسامح التي يجب تقويتها بين شعبنا وشعوب العالم، لا سيما حينما يتعلق الأمر بشعوب الجوار… نعم انتصر فريقنا الوطني لكرة القدم على الفريق الاسباني لكرة القدم في مباراة لكرة القدم، ولم ينتصر المغرب على إسبانيا…. لويس إنريكي مدرب المنتخب الاسباني قال كلاما عاقلا، موزونا، موضوعيا، دون إساءة للمغرب، لقد أشاد بالفريق المغربي ومدربه وليد الركراكي…. وكذلك تحدث وليد الحكيم.. إذن لا حاجة إلى الإحالة على واقعة الزلاقة أو وادي المخازن ولا على واقعة الأرك أو حرب تطوان… بين المغاربة والاسبان تاريخ طويل تخللته حروب وحروب انتهت بهزائم وانتصارات واحتلالات متبادلة، وفي خضم ذلك حدث تمازج ثقافي وحضاري وإنساني، لدرجة أنه أصبح من الصعب على إنسان صيني أو إفريقي أن يميز بين الركراكي وغوارديولا على المستوى الفزيولوجي .. روابطنا بإسبانيا متعددة ومتينة ماضيا وحاضرا ومستقبلا، ولا ينبغي في أي حال من الأحوال ان نجعل من مباراة رياضية مناسبة لتصفية حسابات تاريخية متقادمة…