سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصطفى العباسي، رئيس الجمعية المغربية للصحافة، الجهة المنظمة لمؤتمر صحفيي الضفتين : لقد كنا كصحفيين سباقين للقيام بأدوار طلائعية في مجال الديبلوماسية الموازية : نعقد مؤتمرنا 38 خلال شهر نونبر في ظل انفراج كبير في العلاقات بين البلدين وعودة الأجواء لطبيعتها
يعود المؤتمر 38 لصحفيي الضفتين ليعقد دورته 38 بمدينتي تطوان بعد توقف اضطراري بسبب الجائحة، بطموحات جديدة وآفاق واعدة. المؤتمر الذي سيعقد جلسته الافتتاحية يوم 17 نونبر الجاري، اختار موضوع « «الدبلوماسية الموازية كأساس للتقارب بين المغرب وإسبانيا «، كشعار لأشغاله، التي ستمتد لغاية 20 نونبر الجاري، والتي سيشارك فيها حوالي 59 صحفيا وصحفية من إسبانيا والمغرب. في هذا الحوار نستضيف رئيس الجمعية المغربية للصحافة، الجهة المنظمة للمؤتمر بمعية جمعية صحفيي الأندلس وجامعة عبد المالك السعدي، الذي يحدثنا عن أهمية هذا اللقاء الإعلامي الكبير ودوره في تكريس ديبلوماسية موازية خدمة لقضايا البلدين . تعودون مجددا لعقد المؤتمر 38 لصحفيي الضفتين، ما هي طموحات وآفاق هاته العودة وفي هاته الظروف؟ يعود مؤتمر صحفيي الضفتين للانعقاد، مجددا، في دورته 38 هذا العام، بعد توقف دام سنتين بسبب ظروف جائحة كورونا، التي لم نتمكن خلالها من تنظيم أي لقاء، وخاصة مع نظرائنا الإسبان، للاعتبارات الصحية التي يعرفها الجميع. لقد قررنا في الجمعية المغربية للصحافة أن نعود من جديد وأن يعاد إحياء مؤتمراتنا هاته، التي كانت دائما جسرا للتواصل بين صحفيي البلدين والتقارب في وجهات النظر، ولطالما كان هذا اللقاء مناسبة لتصحيح مجموعة من الأخطاء والمغالطات التي يسقط فيها الإعلام الإسباني، في معالجته لبعض القضايا التي تهم المغرب، كذلك، كان مناسبة لتغيير الأفكار والأحكام المسبقة التي يحملها بعض من الصحفيين وحتى المثقفين الإسبان، ناتجة عن جهلهم لحقيقة الأوضاع، خاصة ممن لم يسبق له زيارة المغرب، فيكون المؤتمر مناسبة لدعوته، وليرى بعينيه عكس ما يروى له أو يعتقده. وهذا أمر عشناه مع كثيرين من زملائنا بالضفة الأخرى، في بدايات مؤتمراتنا، حيث كان غالبيتهم يحملون أفكارا غريبة عن الجار الجنوبي، فندت جميعها في أولى الزيارات واللقاءات. ينعقد المؤتمر 38 في ظروف خاصة، بعد قطيعة وعودة محمودة للعلاقات بين المغرب وإسبانيا، ماهي انتظاراتكم بهذا الشأن؟ نعم، الجميل أننا نعقد مؤتمرنا هذا في ظل انفراج كبير في الأزمة بين البلدين وعودة الأجواء لطبيعتها، فالجميع يعلم أن الأزمات مع إسبانيا مهما بلغت تبقى سحب صيف عابرة، لأن البلدين المتجاورين الصديقين، تربط بينهما علاقات لا يمكن أن تذيبها سريعا شموس صيف عابر، خاصة في ظل تموقعات جديدة في مجال العلاقات الدولية، بحيث أصبح المغرب له مكانته وقوته المعنوية والديبلوماسية، لذا كان لابد من وقفة لإعادة ترتيب الأمور وبناء علاقة متوازنة حقيقية بين البلدين. وهذا أمر لم يكن غائبا عنا كصحفيين حتى في فترة الأزمة، وكنا نتواصل مع زملائنا بالضفة الأخرى، ونسعى جليا لتلطيف الأجواء لشرح معطيات ووقائع كان يتم استغلالها سلبا، لقد حاولنا أن نكون جسرا مجددا لأجل أن تعود العلاقات بين البلدين الجارين لمستوى جيد، واليوم سنكرس هذا المعطى من خلال هاته الدورة ونقاشاتها.. . ينعقد مؤتمركم هذا في دورته 38 تحت شعار «الديبلوماسية الموازية كأساس للتقارب بين المغرب وإسبانيا»، وهو شعار مهم، كيف يمكن تكريس هاته الديبلوماسية الموازية لخدمة التقارب بين البلدين؟ اختيارنا لهذا الشعار لم يكن اعتباطيا ولا عرضيا، بل كان نتيجة نقاش مستفيض، ووصلنا لتأكيد هذا الأمر، من خلال عمل جمعيتينا، ورغم بساطتهما وإمكانياتهما، فقد استطعنا على مدى ما يزيد عن 20 سنة، أن نكرس، فعلا، لهاته الديبلوماسية الموازية، وأن نترجمها على أرض الواقع، من خلال خلق تواصل مع صحفيين وفئة مؤثرة من داخل المجتمع الإسباني، لقد عملنا على مدى هاته السنوات وعلى مدار الدورات السابقة، على أن نكون خير ممثلين وخير سفراء لبلدنا، وأن نطرح القضايا الشائكة بين البلدين وندافع عن وجهة نظرنا. أريد أن أقول شيئا مهما، وهو أنه لا يهمني كثيرا المواقف المسبقة لبعض الصحفيين من بلادنا، لأن الخطأ في الحقيقة ليس خطأهم وحدهم، بل أيضا هناك تقصير كبير في التعريف بالمغرب، بتقدمه، بحضارته وبأمنه، وأسعد أننا لعبنا هذا الدور، ففي كل مرة يأتي وفد، ويتغير أعضاؤه بنسب مختلفة، وتكون المناسبة للتعرف على المغرب، وبالتالي نكون في لب الديبلوماسية الموازية التي نسعى لتكريسها من خلال الصحفيين، المثقفين، الرياضيين وغيرهم من مكونات المجتمع المدني.