لقد كانت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني التاسع للشبيبة الاتحادية، مناسبة لحفل متميز بالحضور النوعي والكمي للفعاليات الشبابية الممثلة للمنظمات الوطنية والشبيبات الحزبية والهيئات الجمعوية التربوية والثقافية والحقوقية، ثم حضور ممثلي الشباب الاشتراكي الديمقراطي العالمي والأوروبي والإفريقي والعربي، فضلا عن رئيس المجلس الوطني للحزب الحبيب المالكي وأعضاء المكتب السياسي وكتاب الجهات للحزب ووسائل الإعلام والصحافة. إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب: ضرورة التعبئة الشاملة وتقوية الجبهة الداخلية لمواجهة كل أشكال التدليس والمؤامرات ضد الوحدة الترابية
وسط اهتمام إعلامي وحضور نوعي وكمي للفعاليات السياسية والشبيبية والجمعوية والحقوقية والتربوية والثقافية، انطلقت فعاليات المؤتمر الوطني التاسع للشبيبة الاتحادية، يوم 27 شتنبر 2022 بمعهد مولاي رشيد ببوزنيقة. هذا اليوم سيبقى موشوما في ذاكرة الشباب الاتحادي، بصفة خاصة والشباب المغربي بصفة عامة، باعتباره لحظة مفصلية في تاريخ الشبيبة الاتحادية التي شكلت دوما فضاء رحبا وفسيحا لاحتضان الشباب المغربي منذ تأسيسها في شهر ديسمبر من سنة1975، من أجل الدفاع عن الوطن والقضايا الحيوية للشباب المغربي، والتعبير عن تطلعاته وطموحاته وحاجياته، والعمل على تغيير واقعه البئيس إلى الأحسن وتطويره إلى الأجود، كقوة نضالية واقتراحية. لقد كان هذا اليوم تاريخيا بامتياز، وعرسا نضاليا سيسجل على صفحات تاريخ هذه المنظمة المجيدة، بفخر واعتزاز، ليس لأن الشبيبة الاتحادية قد أقدمت على عقد هذه المحطة التنظيمية، كمؤتر تنظيمي للشباب الاتحادي، بل لأن هذه اللحظة نفسها شكلت حدثا تاريخيا بامتياز، بالنظر للسياقات التي تنعقد فيها، المتمثلة في صعوبة الظرف الدولي والجهوي والوطني، وكذا الخروج التدريجي من جائحة كورونا التي أربكت العالم ككل. لقد كانت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني التاسع للشبيبة الاتحادية، مناسبة لحفل متميز بالحضور النوعي والكمي للفعاليات الشبابية الممثلة للمنظمات الوطنية والشبيبات الحزبية والهيئات الجمعوية التربوية والثقافية والحقوقية، ثم حضور ممثلي الشباب الاشتراكي الديمقراطي العالمي والأوروبي والإفريقي والعربي، فضلا عن رئيس المجلس الوطني للحزب الحبيب المالكي وأعضاء المكتب السياسي وكتاب الجهات للحزب ووسائل الإعلام والصحافة. ما ميز هذا الحفل الافتتاحي، الكلمة التي ألقاها الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، التي أكد فيها أن الشبيبة الاتحادية كانت وستظل الفضاء الواسع المجدد والمنتج للنخب الحزبية، والحاملة لمشروع الحزب الديمقراطي الاشتراكي الحداثي، والضامنة لاستمرار حزب القوات الشعبية، وذلك بضخه بدماء جديدة من النخب والأطر السياسية. وشدد الكاتب الأول للحزب، بنفس المناسبة، على أن هذا المؤتمر ينعقد في سياق عدد من التحديات وفي مقدمتها تحدي معركة الوحدة الترابية، التي تعتبر قضية للإجماع الوطني وضرورة التعبئة الشاملة لها من كل المكونات الشعبية المغربية والوقوف في وجه المغالطات والمحاولات اليائسة لخصوم الوحدة الترابية. وسجل الكاتب الأول على أن المتغيرات الطارئة والمستجدة في العالم مابعد جائحة كورونا وصعود الأمن الطاقي والصحي إلى مصاف الأولويات حتى في البلدان المتقدمة تكنولوجيا وصناعيا، كلها تحديات تفرض على الجميع الابتعاد عن الشعبويات وخلق النزعات وإشعال الفتن عوض التضامن والتعاون والتآزر ونهج تفكير مستقبلي يستحضر مستقبل الأجيال القادمة. ومن جهة أخرى عبر الكاتب الأول عن خيبة أمل تجاه الحكومة وما كان منتظرا منها، والتي استفادت من سنة كاملة لكي تظهر كفاءتها ومسؤوليتها وإرادتها القوية في العمل لصالح البلاد والعباد، خيبة أمل كبيرة يتقاسمها معنا، يقول الكاتب الأول، المواطنون أيضا، مبرزا على أن هذه الحكومة انتهجت خطابات متتالية وسياسات الهروب إلى الأمام، وغابت المقاربة التشاركية لديها. وأشار نفس المتحدث إلى أن هذه الحكومة لها موقف سياسي من المعارضة، يتجسد في الإقصاء والتجاهل لكل مبادراتها السياسية، وساق مثالا في هذا الإطار، حيث مرت سنة على الحكومة ورئيسها لم يشرف أحزاب المعارضة بلقاء واحد من أجل التداول السياسي في القضايا الأساسية والحيوية للبلاد. وأكد الكاتب الأول للحزب أن المعارضة الاتحادية معارضة واضحة ولها رؤية سياسية على المدى البعيد والمدى القريب، مشيرا في نفس الوقت إلى أن المعارضة مستعدة للتعاون مع الحكومة في كل ما يخدم مسارات السلم الاجتماعي بما يحفظ كرامة المواطنين، لكن لن تتوانى عن فضح كل سياسات التسويف والتصدي لكل أشكال المماطلة في رفع المعاناة عن الجماهير الشعبية وعن المواطنين. ودعا الكاتب الأول للحزب إلى ضرورة التعبئة الشاملة وتحصين الجبهة الداخلية لضحد كل المناورات وأشكال التدليس التي تحاك ضد الوحدة الترابية، ليعرف كل خصوم الوحدة الترابية، جيدا، أن قضية الصحراء المغربية، قضية دولة ووطن وشعب ومجتمع مغربي بكل مناطقه وفئاته وأجياله، ولايجوز الاكتفاء بالديبلوماسية الرسمية وإنما تعزيزها بالدييلوماسية الموازية لكل مكونات المجتمع المغربي. ودعا الكاتب الأول للحزب إلى ضرورة فتح ملف الأحياء الجامعية التي تعيش أوضاعا سيئة واختلالات في التسيير والتدبير، والتي لاتطال الحركة الانتقالية مدراءها، وكانت محطة تقارير للمجلس الأعلى للحسابات، مؤكدا في نفس الوقت أن الشبيبة الاتحادية مطالبة بالاهتمام بتأهيل الفضاءات الشبابية والعمل على تعميمها في كل أرجاء الوطن. ومن جهته، كان عبد لله الصيباري، الكاتب العام للشبيبة الاتحادية وعضو المكتب السياسي للحزب، قد أكد أن المؤتمر الوطني التاسع، يأتي في إطار الدينامية التنظيمية التي دعا إليها المؤتمر الوطني 11 لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فهو يشكل محطة مهمة في تاريخ الشبيبة الاتحادية، هذه المنظمة التي شكلت ومنذ سنة 1975، وهي سنة تأسيسها، وعاء حاضنا لآمال وانتظارات الشبيبة المغربية، وموردا فعليا للحزب بالطاقات والكفاءات والكوادر، التي تدرجت في قطاعات الشبيبة الاتحادية، وفي كل القطاعات الحزبية، حتى صار جزءا كبيرا منها قيادات الصف الأول في الحزب، وعلى رأسهم الكاتب الأول إدريس لشكر. وأوضح الصيباري أن المؤتمر الوطني التاسع، وككل المؤتمرات التي سبقته، ليس محطة تنظيمية روتينية مفروض علينا تنظيمها، بغاية الجواب على سؤال قانوني، بل هو محطة أساسية في عملنا الشبيبي، وهذا ما تفرضه أدبياتنا وأعرافنا الحزبية والشبيبية، محطة نحاول فيها استحضار كل الأسئلة المرتبطة بالعمل الشبيبي والأداء النضالي، لتحيينها، ثم لتحيين الأجوبة عليها، لاسيما ما ارتبط منها بقضايانا الداخلية، السياسية والشبيبة، أو ما ارتبط منها بقضايا الشبيبة المغربية، حتى نجدد الإعلان من خلالها – أي من محطة المؤتمر- أننا في الشبيبة الاتحادية، مستمرون على درب النضال. وشدد نفس المتحدث على أنه لا يمكن الاختلاف على أن الشباب، بالرغم من كونه موردا بشريا مهما في تحقيق العدالة، فهو أكثر الفئات تضررا من غياب سياسات تقليص الفوارق الاجتماعية، ومن هذا المنطلق، تعتبر الشبيبة الاتحادية أن الشباب هو المحرك الأساسي لكل الخطط والاستراتيجيات والمشاريع التنموية، وأنه لا يمكن تصور قيام أي نموذج تنموي، في ظل وجود شباب في أوضاع اجتماعية محرجة، ليكون الضامن لنجاح هذه الاستراتيجيات، هو مدى إشراك الشباب في وضعها. ودعا الصيباري إلى ضرورة تجاوز اليوم، كدولة، حكومة، أحزاب ومنظمات سياسية ومدنية، في التعاطي مع الشباب، ومع مشاكلهم وانتظاراتهم، تلك المقاربة الكلاسيكية، التي تختزلهم في فئة عمرية مؤطرة، وفي كتلة موحدة ومتجانسة، ذلك لأنهم في الحقيقة وفي الواقع، وانطلاقا، مجموعات مختلفة، باختلاف مساراتها ونشأتها ومستوياتها التعليمية ومواقعها الاجتماعية، وهو ما يؤدي بالضرورة إلى اختلاف انتظارات وتطلعات واحتياجات كل مجموعة منها، وليس سليما التوجه إليها بسياسات موحدة، ومن هنا كان مطلب الشبيبة الاتحادية بسن سياسات عمومية موجهة إلى كل الفئات، بشكل يحترم خصوصية كل فئة منها. وفي الأخير أبرز الصيباري أن الاهتمام بقضايا الشباب، يجد أساسه في كوننا منظمة شبيبية في الأصل، ومنظمة سياسية، يسارية وتقدمية، عملها النضالي مؤطر باستراتيجية النضال الديمقراطي، وهويتها السياسية هي الاشتراكية الديمقراطية، فمن الطبيعي أن نهتم بالنضال لأجل كل القضايا العادلة في العالم، كل القضايا المرتبطة بالإنسان، وبالعدالة، وبالحرية، والتحرر، لذلك نحن نجد أنفسنا في وضع مريح جدا، ونحن ندافع عن قضيتنا الترابية، ونحن نؤكد على مغربية الصحراء، ففي تأكيدنا التزام بمبادئنا الاشتراكية، التي تؤسس لحق الدول في وحدتها الترابية، وفي التخلص من كل رواسب الاستعمار، فقضية الصحراء هي قضية شعب بأكمله من طنجة إلى لكويرة. كما تناوب على الكلمة في منصة المؤتمر كل من الكاتبة العامة للشباب الاشتراكي الأوروبي، ومحمد الجنحاني، ممثل الشباب الديمقراطي التونسي، ومنسق الشباب الاشتراكي العالمي في منطقة لامينا لاتينا، وممثل الشباب في الحزب الاشتراكي الأوكراني، ثم ممثلة الحزب التقدمي من جمهورية الدومينكان، وممثل الحركة الفتحاوية من فلسطين، وممثل الحزب الاشتراكي في جمهورية إفريقيا الوسطى. وقد قدم كل هؤلاء التحية والتقدير للمؤتمر الوطني التاسع للشبيبة الاتحادية، وتمنوا النجاح لأشغال المؤتمر ، كما نوهوا بالدور الفعال الذي تقوم به الشبيبة الاتحادية ليس فقط على الصعيد الوطني بل في كل منتديات الشباب الاشتراكي الديمقراطي على الصعيد الجهوي والعربي والدولي، كما لم تفتهم الفرصة للإشادة بالمجهودات الجادة التي تقوم بها الشبيبة الاتحادية من أجل القضايا الحيوية للشباب العالمي المتمثلة في إقرار الحرية والكرامة والديمقراطية والمساواة.