في ظلال أرواح شهداء الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المهدي وعمر وكرينة وغيرهم ممن رووا بدمائهم الزكية شجرة الديموقراطية والحرية في وطننا الحبيب، واستلهاما لمبادئ الحزب وقيمه النضالية التي صاغها وجسدها فكرا وسلوكا قادة الاتحاد التاريخيون، احتضن مركز بوزنيقة الدولي الجامعة الشتوية للشبيبة الاتحادية ايام 19-20-21 دجنبر 2014 تحت شعار «لئن مات عمر..فكلنا عمر» بحضور ما يفوق 650 شابة وشابا، قدموا من مختلف أرجاء الوطن ملبين دعوة الواجب النضالي للإسهام في عملية استعادة المبادرة التي انخرط فيها الاتحاد الاشتراكي منذ مؤتمره التاسع. وقد تضمن برنامج هذه التظاهرة الفكرية، فضلا عن الكلمتين التوجيهيتين لكل من الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي الأخ ادريس لشكر والكاتب العام للشبيبة الاتحادية الأخ عبد الله الصيباري، ندوة افتتاحية حول سؤال الحداثة في مجتمع المغرب الراهن، وورشات حول قضايا حقوق الإنسان قضية المرأة، الحقوق الثقافية واللغوية والحركة الطلابية المغربية، وندوة ختامية في موضوع:«الدولة المدنية»، وقد عرفت هذه الأنشطة مشاركة فعالة للشباب من خلال نقاش رصين ومساءلة نقدية لمختلف الأطروحات المقدمة، وتعدد في المقاربات والتحليل، وتركيز على دور الشبيبة في عملية البناء التنظيمي والسياسي لحزب اختار الدفاع عن حق الشعب المغربي في دولة ديموقراطية حديثة، تحقق لمواطنيها الحرية والكرامة والتنمية الشاملة. إن المشاركات والمشاركين في أشغال الجامعة الشتوية للشبيبة الاتحادية، واستنادا لمضامين الكلمتين التوجيهيتين، وارتباطا بخلاصات الندوات والورشات ووعيا بالتحديات الكبرى الملقاة على عاتق الشبيبة الاتحادية واستحضارا للسياقين الوطني والحزبي الراهنين يسجلون ما يلي: على المستوى الوطني: معارضتهم للسياسة الاقتصادية والاجتماعية للحكومة وتداعياتها الخطيرة على الأوضاع المعيشية لفئات عريضة من الشعب المغربي، التي اكتوت بزيادات متتالية في الأسعار وتدني الخدمات الاجتماعية واستفحال البطالة وتراجع الاستثمار، رغم كل ما أبدته الحكومة من انصياع خطير لتعليمات المؤسسات المالية الدولية. دعمهم لكل النضالات التي تخوضها جماهير الشعب المغربي في إطار النقابات والمنظمات الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني والحركات الاحتجاجية وتنسيقيات المعطلين تنديدا بالتوجهات الحكومية في مختلف المجالات. إدانتهم للهجمات القمعية التي تتعرض لها الحركة الطلابية التي تخوض معارك عادلة ومشروعة لضمان حقها في تعليم منتج وفي ظروف ملائمة، كما يدعون جميع فصائل الحركة الطلابية الشرعية إلى تجاوز خلافاتها وصياغة برنامج نضالي تتوحد حوله دفاعا عن الجامعة المغربية. تأكيدهم على تشبثهم بحقهم في معرفة كل الحقيقة في ملف اغتيال شهيد الحركة التحررية المهدي بن بركة وشهيد النضال التقدمي عمر بن جلون وكل شهداء الوطن من أاجل الحرية، كما طالب المشاركات والمشاركون بإطلاق سراح كل معتقلي الحركة الطلابية ووقف كل التضييقات التي تطال المناضلين الحقوقيين وتحد من حرية الرأي والتعبير. على المستوى التنظيمي: انخراطهم القوي في ورش البناء التنظيمي، في انسجام تام مع مقررات المؤتمر التاسع للحزب، ومقررات المؤتمر الثامن للشبيبة الاتحادية، حتى يستعيد الاتحاد الاشتراكي مكانته الريادية في الحياة السياسية الوطنية، دفاعا عن مكتسبات شعبنا في مجال الديموقراطية وحقوق الإنسان. وشجبهم لما يتعرض له الاتحاد الاشتراكي اليوم من حملات دعائية مغرضة من طرف جهات تقطر حقدا على الاتحاد الاشتراكي وتاريخه ورموزه خدمة لأعداء الديموقراطية وأسفهم أن يغذي هذه الحملة ويسهم في تأجيجها أصوات اتحادية اختارت عن سبق الإصرار الإساءة إلى الاتحاد وقيادته، واضعة يدها في يد الخصوم ضدا على إرادة الاتحاديات والاتحاديين ومؤسساته الشرعية، وإزاء هذا السلوك أصبح لزاما على القيادة الحزبية ومؤسساتها المختصة اتخاذ الإجراءات التأديبية اللازمة تجاه كل من أخَلَّ بالتعاقد الأخلاقي والسياسي والقوانين الداخلية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. دعوتهم إلى القطع مع منطق الريع في التعامل مع اللائحة الوطنية للشباب، وعدم استغلال التواجد بالأجهزة التنظيمية للشبيبة الاتحادية لتدبير التزكيات الانتخابية للشباب بشكل مستبد أو مبتز.