خليل أنتَ: يا عنب الخليل الحرّ لا تثمر، وإن أثمرتَ، كنْ سمّاً على الأعداء، لا تثمرْ! عز الدين المناصرة
I للّغاتِ جُذورٌ تحيا في صخرِ، أنتَ تعرف هذا، أيَا سادِراً في تأمّلِهِ، وتعرفُ أنّ التُّرابَ نواسيٌّ، وكُرومَ الخليلِ الكريمةَ يا عميحايْ حين تكتُبُ مَرثاتَها لِهوى يَتَضوَّرُ بينَ سَراديبَ مظلمةٍ، لا تكتُبها إلا بحروفِ الضّادِ تُرَقّشُها طِلَلُ الصُّبحِ… فإذا بالمدامِ الممجّدِ يوقظُ في النّادي اللّيليّ تباريحَ ذاكرةٍ لا تخبو براكينُها في يمّ اللّوعة والنّوْحِ، وإذا بلسانِ المغنّي الذي يتذوّقُهُ يتلمَّظُ موّالَ الجرْحِ… II إذن… لستَ وحدَكَ يا بياليكْ، يا هَذا السَّادِرُ في صمتٍ يمتدّ عموداً أسودَ بين القبرِ الدّارسِ والقَمَرِ، حينَ ترى ما ترى من جحيمٍ وتصرفُ عنْهُ عيونَ المجازِ وألسنةَ الجمراتِ، أتخْجَلُ مما قدِ اقْترفتْهُ ألاعيبُ أحفادِكَ الهمجيّهْ، أمْ أنّكَ ترتاحُ مستبشراً تحتَ ظلّ مدرّعةٍ غبراءَ وهُمْ يقرأون قصيدةَ حبٍّ ملطّخةً بدَماءِ ملائكةٍ تتغنّى بشمسِ الحرّيّهْ؟