تابع اتحاد كتاب المغرب، باستغراب شديد وبدهشة كبيرة، حدث استقبال السيد رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد لممثل ميليشيا الانفصاليين المزعومة، المدعو إبراهيم غالي، يوم الجمعة 26 غشت 2022 بالمطار الرئاسي لتونس العاصمة، إثر زيارته لتونس بدعوة من الرئيس التونسي، للمشاركة في الدورة الثامنة لندوة طوكيو للتنمية في أفريقيا (تيكاد)، والتي قررت المملكة المغربية تعليق مشاركتها فيها. وذكر اتحاد كتاب المغرب، في بلاغ له، ، بتاريخ الروابط التاريخية القديمة والمتينة التي تجمع الشعبين الشقيقين، المغربي والتونسي، وبتاريخ العلاقات الدبلوماسية الراسخة القائمة بين المملكة المغربية والجمهورية التونسية، وفي صلبها المواقف التاريخية الرسمية وغير الرسمية للمغرب تجاه الشقيقة تونس، وفي محطات تاريخية وسياسية واقتصادية وثقافية وتضامنية عديدة ومعلومة، ما فتئ المغرب يعمل جاهدا على صيانتها ودعمها وتطويرها، على المستويين الرسمي والشعبي، وفي عز أزمات تونس المختلفة، نذكر منها، على سبيل المثال فقط، بعض مبادرات المغرب الأخيرة الميدانية المشرفة تجاه الشعب التونسي، من قبيل محنة كوفيد 19، والأزمة السياحية، والهجمات الإرهابية، وغيرها من المبادرات والمواقف التاريخية والتضامنية للمغرب مع شقيقته تونس، نشير، هنا، إلى ذلك الخروج الكبير للشعب المغربي في أكبر مظاهرة غاضبة في تاريخ المغرب الكبير، تنديدا باغتيال أيادي الغدر للمناضل النقابي الكبير فرحات حشاد عام 1952… واعتبر اتحاد كتاب المغرب انتحارا وغباء وانحرافا سياسيا خطيرا، واندحارا ديبلوماسيا، وضربا غير مسبوق للأعراف الدبلوماسية التونسية، ومسا بمصالحها الإقليمية، فضلا عن كونه سقطة تاريخية، وخطوة أخرى تصعيدية وعدائية من الرئيس التونسي إزاء المملكة المغربية وثوابتها ومصالحها العليا، وعلى رأسها قضية وحدتنا الترابية، ألا يكون له، بأي شكل من الأشكال، أي تأثير في العلاقات الوطيدة القائمة بين الشعبين المغربي والتونسي، علما بأنه لا الحكومة التونسية ولا الشعب التونسي يعترفان بهذا الكيان الوهمي ولا بممثله المزعوم. واتحاد كتاب المغرب، من موقعه الإنساني والثقافي والجمعوي التاريخي، الحريص على لم شمل اتحادات الكتاب المغاربيين، داخل إطار ثقافي واحد، وهو ما تسنى له عام 2015 بطنجة، بمناسبة تنظيمه للمناظرة الوطنية للثقافة المغربية، حين عمل اتحادنا على إحياء "اتحاد الكتاب المغاربيين"، بحضور رؤساء الاتحادات المغاربية الذين وقعوا جميعهم على وثيقة الإحياء، واعتبارا لطبيعة العلاقات الثقافية المتميزة القائمة بين المثقفين والكتاب المغاربة والتونسيين، وهو يدين بشدة هذا السلوك المستهجن والانفرادي وغير المسبوق للرئيس قيس سعيد، والاستعداء المجاني تجاه الشعب المغربي الصديق، والوفي، والمساند للشعب التونسي، يدعو كافة المثقفين والكتاب والمبدعين الشرفاء والقوى الحية والشريفة في تونس، إلى رفض هذا السلوك الأرعن المتهور وهذه الخطوة غير المسؤولة للرئيس قيس سعيد والتنديد بهما، بما يسيء للرصيد والإرث التاريخي المشترك بين البلدين، في إطار ما يجمع الشعبين الشقيقين من قواسم مشتركة وروابط الأخوة والجوار، وهو ما يصعب على قرار متهور وغادر وأحادي ومستفز مثل هذا أن يمس بمتانتها وبرصيدها التاريخي وباستمراريتها.