هذا المارستان يحتاج إلى متخصصين في علاج الخبل والهبل، الحمق والجنون. في هذا الأمر الإعلام الرياضي والإعلام السياسي، الرسمي منه وشبه الرسمي، الإلكتروني والسمعي البصري. ويكفي أن تتابع برنامجا على الهواء أو تشاهد حلقة نقاش على إحدى القنوات الجزائرية أو على إحدى قنوات اليوتيوب لتجد نفسك أمام حالات نفسية تعاني من الاضطراب العاطفي والسلوكي؛ فهي لا تتحكم لا في عواطفها ولا في سلوكها (حركات مضطربة، لغة عنيفة وسوقية…). ففي الحلقات الخاصة بالرياضة، ذِكر «الكاف» (الاتحاد الأفريقي لكرة القدم) يقود إلى ذكر اسم فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فتسمع كلاما عن لقجع وعن المغرب لا يصدر إلا عن المخبولين والمجانين ومن يشبههم؛ كلام لا فيه منطق، ولا تحليل ولا معطيات؛ كل ما فيه افتراء وسب وشتم وقذف، وكأن الجزائر أُفرغت من العقلاء ومن الأسوياء. لن أعود إلى ما روجه بعض الإعلاميين المخبولين في أوساط الشعب الجزائري من هرطقات وهراء، وما مارسوه من دغدغة العواطف على الجمهور الرياضي الجزائري حول إقصاء الفريق الوطني أمام الكاميرون، مقحمين في ذلك مغاربة (لقجع، حكيمي، جمال الدبوز إلى جانب الحكم جاساما وصامويل إيطو، رئيس الجامعة الكاميرونية لكرة القدم)، وكأن هؤلاء هم من سجلوا الهدف الذي أهّل الكاميرون. ولن أقف عند فضيحة رئيس «الفاف» الجديد (جهيد زفزاف) الذي فضح نفسه وفضح الجنرالات الذين وضعوه على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم؛ كما لن أتحدث عن رداءة خطابه أمام الجمع العام للكاف في تانزانيا. لكن الرجل، لغبائه، عرى النظام الجزائري في المحفل الكروي الأفريقي؛ إذ أبان، في أول حضور له في هذا المحفل، عن أن ما يهم النظام الجزائري ليس هو تطوير كرة القدم بأفريقيا وفي الجزائر؛ بل ما يهمه هو أن يكون للبوليساريو موطئ قدم في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، حتى وإن كان لا يتوفر على فريق ولا ينظم أية بطولة في كرة القدم. لكن زهيد زفزاف عاد من تانزانيا يجر أذيال الخيبة بعد أن رفض الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بالإجماع، طلب رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم. لذلك لا نستغرب أن يزيد السعار في الأوساط الرسمية الجزائرية وفي إعلام الصرف الصحي الذي يتحدث باسمها.