برحيلك تغيرت أمور كثيرة … رحيلك كان فاجعة كبيرة … غادرتنا في لحظات صعبة … فكنت واحدا من الأعمدة الأساسية في حياتنا السياسية (العامة) والشخصية (الخاصة) … عشت دائما في خدمة من حولك … ماذا عساني أن أقول في هذه اللحظة، وقد مر عام على فراقك … ماذا عساني أن أقول في حقك وأنت ذلك المناضل الشامخ الفاضل الذي لم يبدل تبديلا … يقول أهل التصوف ( كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة) … فليس لي مطلع البداية … وليس لي مدخل من مداخل وبوابات صرحك السامق … فقيدنا العزيز كان من الرجال الأفذاذ الصادقين، الذين أفنوا حياتهم خدمة للوطن … نعم خدمة للوطن من مواقع متعددة … رحيلك عنا خسارة لنا … خسارة لحزبك … خسارة لإقليم تطوان … وخسارة كبيرة لمدينة وادي لو … نعم مدينة وادي لو التي قدمت لها الكثير والكثير … يعجز اللسان عن حصر شمائلك … ويستحيل في عجالة كتابتها الآن … في هذه السنة أدركنا حجم فراغك عنا … حزبيا بهيبتك ووقارك … في وادي لو التي حولتها في ظرف وجيز من قرية بئيسة كما كنت تقول إلى مدينة تستقبل آلاف الزوار سنويا … في مهرجان اللمة الذي كان ملتقى سنوي يحج إليه الناس من كل الشرائح والأطياف … في البرلمان أيضا … وفي الندوات والملتقيات والعمل المدني … نعم أيها الحبيب … افتقدنا فيك الحضن الدافئ الذي بوجودك كنا نحس فيه بالأمان … افتقدت فيك شخصيا اتصالاتك اليومية كل صباح ومساء … افتقدت فيك جلساتك اليومية أيضا … افتقدت فيك المسافات الطويلة التي كنا نعبرها … والتي كانت مناسبة نتقاسم فيها كل الأفكار والرؤى المستقبلية … تغيرت أمور كثيرة برحيلك … رحم الله أخانا الشريف محمد الملاحي رحمة المؤمنين الأبرار … وعزاؤنا واحد في كل وقت ومكان … فعلا كنت ذلك الرجل الطيب والحنون والصادق والأمين … نعم افتقدتك كثيرا كثيرا كثيرا … بهذه المناسبة نخبر الرأي العام أن الاتحاد الاشتراكي سينظم حفلا تأبينيا بمناسبة مرور عام على فراق أخينا الشريف الملاحي في شهر شتنبر القادم، هذا التأبين الذي كان يفترض أن يكون في أربعينية الفقيد ، ولكن ظروف جائحة كورونا لم تسمح بذلك … وعليه كنا قد قررنا تأجيل ذلك لمناسبة مرور عام على الوفاة ، وها هو قد آن الأوان لذلك …