بإمكان المغرب أن يصبح موردا رئيسيا للهيدروجين الأخضر لأوروبا أكد وزراء أوروبيون، أول أمس الأربعاء، بمراكش، أن المغرب، الذي بمستطاعه الشروع في إنتاج الهيدروجين الأخضر «صنع في المغرب» في غضون ثلاث سنوات، يتوفر على كافة المؤهلات حتى يصبح موردا رئيسيا للهيدروجين الأخضر إلى الاتحاد الأوروبي. وفي هذا الصدد، قال الوزير الهولندي المكلف بالشؤون الاقتصادية والعمل من أجل المناخ، روب جيتين، في كلمة عبر تقنية الفيديو، بمناسبة الدورة الثانية للقمة العالمية للطاقة، World Power-to-X Summit» (PTX22)»، التي انطلقت الأربعاء، بمشاركة ثلة من أصحاب القرار السياسي، والصناعيين والخبراء، من 30 بلدا، إن المغرب الذي يتوفر على مؤهلات «هامة» من أجل تطوير هذا القطاع الجديد الذي يتجلى في الانتقال الطاقي، بإمكانه أن يصبح موردا رئيسيا للهيدروجين الأخضر لأوروبا. وسجل في هذا الاتجاه حاجة أوروبا الكبيرة للهيدروجين الأخضر، وأن هذا الإنتاج لا يمكن تحقيقه بأكمله في بلدان الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن جزءا من هذا الإنتاج سيتم توفيره في مناطق أخرى، من قبيل شمال إفريقيا، لاسيما من المغرب. وكشف أن عدة شركات هولندية تشتغل سلفا على مشاريع شراكة مع فاعلين من المنظومة المغربية، مذكرا بأن «المغرب وهولندا يقران بأهمية الهيدروجين الأخضر في الانتقال الطاقي من أجل نزع الكاربون عن اقتصاداتنا». أما الوزيرة الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، سفينيا شولز، فذكرت بتوقيع المغرب وألمانيا اتفاقية من أجل إقامة مصنع نموذجي لإنتاج الهيدروجين الأخضر. وقالت إن «الهيدروجين الأخضر صنع في المغرب سيتم إنتاجه في غضون ثلاث سنوات». وأشادت شولز بإنشاء هذه الوحدة الإنتاجية التي تعد «لبنة هامة في تحقيق رؤيتنا المشتركة»، داعية البلدان الأخرى إلى أن تحذو حذو المغرب، الذي تبنى سياسة متبصرة طموحة في مجال الانتقال الطاقي. وأشارت المسؤولة الألمانية، في هذا الاتجاه، إلى أن التكنولوجيات المرتبطة ب PTX، ومن ضمنها الهيدروجين الأخضر، تشكل اليوم أدوات رئيسية لتحقيق وعود اتفاقية باريس، ومواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، مع نزع الكربون عن الاقتصادات إضافة إلى تعزيز النمو الاقتصادي. من جهتها، أكدت وزيرة الطاقة البلجيكية، تيني فان دير سترايتين، أن «القمة العالمية للطاقة بمراكش تشكل منصة مهمة لتوحيد جهود المجتمع الدولي بغية تطوير التكنولوجيا المتصلة ب PTX، مؤكدة أن الهيدروجين الأخضر يوفر بديلا للطاقات الملوثة ويساهم، من ثمة، في محاربة الاحتباس الحراري. وأشارت الوزيرة البلجيكية إلى أنه «يمكننا تحقيق حلم بناء مجتمع خال من الكربون إذا عملنا جنبا إلى جنب»، مبرزة آفاق التعاون المهمة في مجال الطاقات المتجددة بين مختلف مكونات المنظومة بالقارتين الأوروبية والإفريقية. وتهدف القمة العالمية الثانية للطاقة، التي ينظمها معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة، إلى مناقشة الاستراتيجيات المبتكرة في مجال الهيدروجين الأخضر، وإبرام شراكات من أجل عصر جديد للطاقة النظيفة. وتعد هذه القمة منصة للنقاش حول العصر الجديد للطاقة النظيفة القائمة على الهيدروجين الأخضر، مع الاهتمام، أساسا، بتوحيد الجهود وتقديم إجابات ملموسة للتحديات المختلفة المرتبطة بتطوير الطاقات الجديدة في المملكة.