انتخابات 8 شتنبر تجسيد لتناوب جديد بأفق ديمقراطي اجتماعي سيشكل قاعدة عمل الحزب مع الفاعلين السياسيين في القادم من الأيام شهد المقر المركزي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بحي الرياض، حركة مكثفة وحضورا قويا للكاتب الأول للحزب إدريس لشكر وبعض أعضاء المكتب السياسي والفريق المركزي الساهر على الانتخابات، كما عرف أيضا حضورا قويا لوسائل الإعلام والصحافة الوطنية، ليلة الأربعاء- الخميس، في سهرة مفتوحة لانتظار نتائج انتخابات اقتراع 8 شتنبر الجاري. وبدأت بوادر الأمل والروح الإيجابية تخيم على المقر المركزي، حين ظهورالنتائج الأولية التي بدأت تتقاطر من عدة أقاليم وعمالات على اللجنة المركزية بالحزب، وهو ما يؤكد أن المجهود الاتحادي كلل بالنجاح وتوج بنتائج مشرفة وحسنة، ما جعل شعورا من الفرحة والارتياح يعم أرجاء المقر وينتقل للاتحاديات والاتحاديين الذين شعروا بالفخر والاعتزاز بالقيادة الحزبية التي ساهمت في هذا الإنجاز، وبالعرفان والامتنان لكل الفئات الاجتماعية المغربية التي منحت ثقتها للحزب عبر التصويت على رمز الوردة في عدد من الأقاليم. وفي هذا السياق اعتبر الكاتب الأول في تصريح أمام وسائل الإعلام والصحافة بمقر الحزب، قبل ظهور النتائج الأولية التي أعلنت عنها وزارة الداخلية أول أمس، أن انتخابات 8 شتنبر تعد تجسيدا لتناوب جديد بأفق ديمقراطي-اجتماعي، والذي سيشكل قاعدة عمل الحزب مع الفاعلين السياسيين في القادم من الأيام . ومن جهة أخرى شدد الكاتب الأول للحزب على أن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات تؤكد الوعي التام للمغاربة بأهمية هذه الاستحقاقات وبالتحديات المرتبطة بها، مشيرا إلى أن الديمقراطيات العريقة واجهت صعوبات لتحقيق نسبة مشاركة إيجابية تصل إلى 50.35 في المائة في ظروف الجائحة . وأبرز الكاتب الأول للحزب، أن هذه المشاركة القوية للمواطنين ستمكن من ضخ دينامية جديدة في مؤسسات الغد، مشددا على أن غالبية الشعب المغربي قالت كلمتها، مشيدا بنسبة المشاركة، وفي نفس الوقت أعرب عن ارتياحه الكبير لهذا الإنجاز الذي تحقق بفضل تضافر جهود جميع الأطراف. وبحسب النتائج الأولية التي تتعلق ب 96 في المائة من الأصوات، التي أعلن عنها عبد الوافي لفتيت وزير الداخلية، فالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قد جاء في المرتبة الرابعة ب 35 مقعدا برلمانيا، وبهذه النتيجة يكون الحزب قد حسن موقعه في الترتيب العام في المشهد السياسي، ومن حيث عدد المقاعد المحصل عليها أيضا، بالمقارنة مع الانتخابات التشريعية لسنة 2016. وكان وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، قد أكد أن المصالح الترابية لوزارته حرصت كل الحرص على تبني الحياد التام إزاء جميع الفاعلين الحزبيين حتى نهاية الاقتراع الذي تصدره حزب التجمع الوطني للأحرار، مذكرا في ندوة صحافية لإعلان نتائج انتخابات 8 شتنبر، أن المصالح الترابية لوزارة الداخلية كانت في مستوى الرهانات الانتخابية من خلال حرصها على توفير الظروف المواتية للحفاظ على مصداقية ونزاهة وشفافية العملية الانتخابية. وعرف اقتراع 8 شتنبر مشاركة 8 ملايين و 789 ألفا و676 ناخبا وناخبة، أي بزيادة 2 مليون و152 ألفا و252 ناخبا مقارنة مع الانتخابات التشريعية لسنة 2016؛ وهي نسبة جد مهمة تعكس مدى الأهمية القصوى التي يوليها المواطن المغربي لهذه المحطة الانتخابية الهامة ولمختلف المؤسسات المنتخبة، وفق بلاغ الداخلية. جدير بالذكر أن النتائج عرفت تصدر حزب التجمع الوطني للأحرار ب97 مقعدا، ثم حزب الأصالة والمعاصرة ب82 مقعدا، وجمع حزب الاستقلال 78 مقعدا، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أحرز 35 مقعدا، وحزب الحركة الشعبية ظفر ب26 مقعدا، وبعده حزب التقدم والاشتراكية ب20 مقعدا، والاتحاد الدستوري ب18 مقعدا، أما حزب العدالة والتنمية فقد فاز ب12 مقعدا فقط، والأحزاب الأخرى تقاسمت 12 مقعدا.