بعدما تمكنت الحشرة القرمزية منذ ظهورها لأول مرة بالمغرب، من تدمير أعداد كثيرة من نبات الصبار بمختلف مناطق المغرب، بكل من الرحامنة وإداوتنان واشتوكة وأيت باعمران..، حولت هذه الحشرة «بوصلتها» إلى جماعة أربعاء الساحل بإقليم تيزنيت لتفتك بنبات صبارها وتلتهمه عن آخره. « أكثر من ذلك، تقول مصادر من عين المكان ، لم تكتف فقط بأن تدمر الصبار وتبيده وتكبد مزارعيه خسارة مادية فادحة، ولكنها خنقت أنفاس السكان وألحقت بهم أضرارا امتدت حتى إلى إفساد وجباتهم الغذائية وخاصة وجبات المساء»؟ وفي اتصال لبعض السكان بالجريدة، عبر أبناء هذه الجماعة القروية عن استيائهم من هذا «المستجد الذي حول حياتهم اليومية إلى معاناة حين انتقلت الحشرة من تدمير وإبادة نبات الصبار والقضاء عليه، إلى مهاجمة السكان داخل بيوتهم مساء ، أثناء تشغيلهم للمصابيح الكهربائية، لتخترق بذلك شبابيك النوافذ و الستائر لتحوم حول الضوء قبل أن تسقط بكثافة على صحونهم ثم تفسد عليهم وجبات عشائهم» ، مضيفين أنهم، «وفي ظل هذا الهجوم المكثف، ما كان لهم من خلاص غير الإستسلام للأمر الواقع وترك طبق العشاء بما حمل، بعدما كسته الحشرة القرمزية بلونها المثير للغثيان، ومن ثم أصبحوا عرضة للهجوم داخل سكناهم كل ليلة بمجرد أن يشغلوا المصابيح لإنارة البيوت والمنازل». و»أمام هذا الوضع الذي وجد فيه السكان أنفسهم محاصرين هذه المرة بهذه الحشرة الخطيرة، اضطر معظمهم إلى تناول وجبة العشاء قبل موعدها ، أي قبل حلول الظلام حيث يكونوا ملزمين بتشغيل المصابيح الكهربائية، وذلك خشية أن تحرمهم هذه الحشرة مرة أخرى من وجبة العشاء مثلما حرمتهم من ثمار نبات الصبار، وحرمهم «بوغابة» مؤخرا من أراضيهم بعد تحديدها وتحفيظها ، علما بأنهم يستغلونها في الرعي والزراعة منذ قرون من الزمن» تتابع المصادر ذاتها. و»اليوم يجد سكان هذه الجماعة أنفسهم في حصارمضروب عليهم من قبل الحشرة القرمزية وينتظرون تدخل الجهات المعنية ، وخاصة وزارة الفلاحة، للقضاء على هذه الحشرة المدمرة التي نزلت عليهم هذه الأيام ضيفا غيرمرغوب فيه، حاصدة معها الأخضر واليابس» يوضح السكان ، لافتين إلى «أن هذا الهجوم زاد من تأزيم معاناتهم، بعدما عانوا منذ سنة من تداعيات الحجر الصحي، ومخلفات التحديد الغابوي، دون إغفال هجوم إبل ومواشي الرحل على أراضيهم ومغروساتهم من الأركان والصبار». وحسب المصادر نفسها فإن « مصالح وزارة الفلاحة مطالبة بالتدخل العاجل والناجع، للحيلولة دون الفتك بما تبقى من نبات الصبار بمختلف الجماعات القروية المتضررة، سواء بإقليم تيزنيت أو سيدي إفني، للقضاء على انتشار وزحف الحشرة القرمزية المهددة لمورد اقتصادي ومعيشي لساكنة الوسط القروي، وذلك باستعمال كل أساليبها التقنية والعلمية للحد من خطورتها ، سواء على السكان أو على البيئة وعلى المغروسات عموما، ومنها نبات الصبار».