في حفل رسمي ترأسه والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان وحضره جميع الشركاء، تم يوم الجمعة 12 فبراير2021، إعطاء الانطلاقة الرسمية لأشغال تهيئة وتأهيل المقرالسابق لبنك المغرب وتحويله إلى متحف لذاكرة مدينة أكادير يؤرخ لفترة إعادة بنائها. وتأتي هذه الأشغال في إطار تنفيذ برنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير 2020- 2024، وبعد بعد مرور60 سنة على زلزال أكَادير، حيث ستستفيد المدينة من عدد من المشاريع منها المتاحف في سياق هذه البرمجة ليقوم هذا المتحف الجديد بالمحافظة على التراث وتثمينه وتأمين نقله إلى الأجيال القادمة. هذا ووقع الاختيار على المقر السابق لبنك المغرب كمكان لإنشاء هذا المتحف الجديد اعتبارا للبعد التاريخي والرمزي بحيث سيشكل الموقع ذاكرة تاريخية للمدينة لكونه يعود بناؤه إلى سنة 1950من قبل المهندس المعماري فرانسوا لويس لوماريي (1902- 1996). وقد ظل الموقع على حاله تقريبا عندما ضرب زلزال 29 فبراير 1960 المدينة، بفضل أساساته الشبيهة بالبنيات المقاومة للهزات الأرضية.وكان الموقع قد استضاف بعد الاستقلال مصالح البنك المركزي المغربي إلى حدود السنوات الأخيرة التي شهدت بناء مقر جديد لبنك المغرب . وصرحت الشركة المكلفة بتأهيل وتهيئة الموقع على أنها ستحرص على إعادة تأهيله وفقا لمواصفاته الأصلية مع منحه توجها متحفيا جديدا من أجل فهم الماضي لبناء مستقبل أفضل، وفي هذا المسعى أسندت مهمة وضع تصميم المشروع إلى المهندس المعماري رشيد الأندلسي، في حين عهد بالهندسة الثقافية إلى مكتب Bouillon de Culture وبالمرئيات إلى ستوديو آدلين ريسبال. كما ستحرص الجهة المكلفة بالأشغال بإعادة بناء مجموع العناصر المعمارية والهيكل الداخلي للمبنى، واستعادة تصميمه وزخارفه وزينته، بحيث سيتضمن مسار الزيارة عدة أقسام مخصصة لصدمة الزلزال وإعادة البناء والتعمير والهندسة المعمارية، وسيتم إحداث قاعة متعددة الاختصاصات لمختلف التظاهرات المنظمة من طرف المتحف وستتم تهيئة مدخل السطح لتحويله إلى مقهى أدبي. وخصص الشركاء غلافا ماليا مهما لتأهيل الموقع وتحويله إلى متحف جديد،قدره 41,5 مليون درهم، بحيث ساهمت وزارة الداخلية، من خلال المديرية العامة للجماعات الترابية،ب 25 مليون درهم،والمجلس الجهوي سوس- ماسة وشركة العمران سوس -ماسة على التوالي ب 10 ملايين درهم،و5 ملايين درهم، بينما جماعة أكادير فتصل مساهمتها إلى 1,5 مليون درهم. وحسب ما أعلن عنه رسميا من المرتقب الانتهاء من هذا المشروع الهام بحلول أوائل سنة 2022، ليصبح متحفا يحافظ على ذاكرة المدينة قبل الزلزال وبعد إعمارها وإعادة بنائها، بحيث سيعد نموذجا من الناحية المعمارية والقيمة التراثية وسيكون إضافة نوعية ومعلمة ثقافية تخلد جزءا من تاريخ المدينة وموقعا هاما للذكرى.