تصدر توسيع العرض التلفزي والإذاعي وتقنين المضامين السمعية البصرية أعمال الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري كما جرى تقديمها في تقرير الأنشطة الذي أصدرته هذه المؤسسة برسم سنة 2019. وأوضحت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري ، في بلاغ لها ، أنه في إطار مهمتها في مجال إرساء مشهد سمعي بصري تعددي ومتنوع، يعرض التقرير منح الهيئة العليا ترخيصين لإحداث واستغلال خدمتين إذاعيتين، الأولى تبث على "إف إم" والثانية على الانترنيت، وترخيصا لاستغلال خدمة تلفزية عبر الساتل وثلاثة أذون بتوزيع خدمات سمعية بصرية حسب الطلب. كما جددت الهيئة العليا الإذن بتسويق باقة ذات ولوج مشروط عبر الربط الرقمي ذي الصبيب اللاتماثلي "ADSL". وتطلب تتبع البرامج وتقنين المضامين السمعية البصرية خلال الفترة ذاتها، تعبئة كبيرة لمجهودات الهيئة العليا التي تتولى السهر على تقيد كل متعهدي الاتصال السمعي البصري، العموميين والخواص، بالتزاماتهم في مجال احترام مبادئ الحقوق الإنسانية والقيم الديموقراطية في المضامين الإذاعية والتلفزية المبثوثة. هكذا، يوضح المصدر، ودون المس بحرية التعبير وفي احترام تام للحرية التحريرية للمتعهدين، أصدر المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري 66 قرارا بشأن قضايا مختلفة: توازن ونزاهة الخبر، صون الكرامة الإنسانية، احترام المرأة ومحاربة الصور النمطية، حماية الطفل والجمهور الناشئ، الحفاظ على الصحة العامة والتواصل الإشهاري، إلخ. وتابع أن 80 بالمئة من هذه القرارات اتخذت بناء على شكايات تقدم بها مواطنون، جمعيات مجتمع مدني، نقابات، أحزاب سياسية ومؤسسات أخرى عمومية وخاصة. وسجل التقرير بهذا الصدد، انتقال عدد الشكايات المودعة من طرف مواطنين بطريقة فردية من 27 شكاية سنة 2017 إلى أزيد من 700 شكاية سنة 2019، مما يدل على تزايد جلي لتفاعل المواطن مع هيأة تقنين الإعلام لاسيما منذ اعتماد القانون رقم 11.15 المتعلق بإعادة تنظيم الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري سنة 2016 والذي كرس حق الأفراد في إيداع شكايات لدى هيئة التقنين. وفيما يتعلق بالمهمة الدستورية للهيئة العليا في مجال تقنين تعددية التعبير عن تيارات الفكر والرأي في الإعلام السمعي البصري، تم خلال الفترة نفسها إصدار أربعة بيانات لمداخلات الشخصيات العمومية في الخدمات الإذاعية والتلفزية العمومية والخاصة. وُجهت مجموع هذه البيانات، كما هو منصوص عليه قانونا، لرئيس الحكومة ورئاسة مجلسي البرلمان والأحزاب السياسية والمنظمات النقابية والغرف المهنية والمجلس الوطني لحقوق الإنسان والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي. وسجل المصدر ذاته أن الهيئة العليا دعمت وواكبت خلال سنة 2019 مجهودات متعهدي الاتصال السمعي البصري في مجال الانتشار بهدف تقوية تغطيتهم المجالية وتكريس إنصاف مجالي لفائدة المناطق ذات المؤهلات الديموغرافية والاقتصادية المحدودة. وفي هذا الإطار، قامت الهيئة العليا بتحديد وتخصيص 72 ترددا جديدا، كما قامت بتعيين 107 ترددات لمتعهدي الاتصال السمعي البصري. من جهة أخرى، شاركت هيئة التقنين في مسلسل التنسيق الدولي بين الإدارة المغربية والبلدان المجاورة فيما يتعلق بالتوافق الكهرومغناطيسي للترددات، وفقا للمعايير المعتمدة في هذا السياق. وقد همت عملية التنسيق 49 ترددا "إف إم" و342 ترددا UHF للتلفزة الرقمية الأرضية. وأشار البلاغ إلى أنه فضلا عن مهامها الرئيسية المتعلقة بالتقنين المباشر للمشهد السمعي البصري الوطني، تفاعلت الهيئة العليا بانتظام، بصفتها فاعلا مؤسسيا ملتزما بتكريس ودعم المبادئ الحاملة للحقوق الإنسانية، مع طلبات إبداء الرأي التي أحالتها عليها قطاعات وزارية وهيئات أخرى بخصوص إعمال سياسات وطنية وخطط عمل في مجال الحقوق الأساسية كحرية التعبير والتنوع اللغوي وحقوق الطفل والمساواة بين الرجال والنساء والحق في الصحة والولوجية لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة والكرامة الإنسانية.