« يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي». صدق الله العظيم
تلقى المكتب الوطني للنقابة الوطنية لمجموعة بريد المغرب العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل ببالغ الأسى و كثير من ألم الفقدان، نبأ رحيل المناضل الصادق و الخلوق الأخ أحمد ضريوة . برحيل الأخ أحمد ضريوة تفقد النقابة الوطنية لمجموعة بريد المغرب و من خلالها الفيدرالية الديمقراطية للشغل مناضلاً من طينة خاصة، إذ ظل ناشطاً نقابياً لأكثر من أربعين عاماً، حتى بعد تقاعده، و لم يغب يوماً عن المحطات التنظيمية والنضالية، و تقاسم مع أخواته و إخوانه بالدارالبيضاء جلسات يوم السبت بالمقر المركزي للفيدرالية و بمقهى لوبيري المجاور، موجهاً ومؤطراً و ناصحاً بحكمة السنين التي قضاها في الممارسة النظيفة للفعل النقابي و السياسي، مذ انخرط في حزب القوات الشعبية في السبعينيات من القرن الماضي، و ساهم إلى جانب القادة النقابيين في النقابة الوطنية للبريد والمواصلات آنذاك من أمثال الراحلين أحمد البوزيدي و إدريس البوزيدي و عبد السلام الخمسي، و الأحياء كالحاج محمد بنعمرة و عبد الكبير المالكي و محمد العموري أطال الله في أعمارهم في تأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في نوفمبر من سنة 1978 . بدماثة الأخلاق و حسن الطوية و صفاء السريرة وقوة الإرادة خط لنفسه مساراً متفرداً في الممارسة النقابية و عاصر أجيالاً من البريديين بالقناعات السياسية و الاجتماعية نفسها و بالأخلاق الرفيعة والقيم و المبادئ التي ظلت نبراسه حتى آخر أيامه. سي أحمد، ستظل ذكراك خالدة في تاريخ الفعل النقابي الديمقراطي بصفة عامة و البريدي بصفة خاصة، و سيبقى إسمك ونضالك راسخين في ذاكرة النقابة الوطنية لمجموعة بريد المغرب وقبلها النقابة الوطنية للبريد و الاتصالات. سي أحمد، المناضلون الشباب، أصدقاؤك ومجايلوك و كل الذين عرفوك عن قرب، مكلومون و حزينون وهم يودعونك إلى الدار الباقية، فنم قرير العين وليرحمك الله برحمته الواسعة . رحم الله سي أحد ضريوة و تغمده برحمته و أسكنه فسيح جنانه و ألهم ذويه الصبر و السلوان .