تواجه المستشفيات العمومية صعوبات كبيرة في مواجهة الجائحة الوبائية لفيروس "كوفيد 19" واستمرار التكفل بالمصابين الذين يرتفع عددهم يوما عن يوم، خاصة في المناطق التي تعرف انتشارا واسعا للعدوى، كما هو الحال بالنسبة للدارالبيضاء، حيث يتوجّه المرضى الذين تأكّدت إصابتهم إلى هذه البنيات الصحية من أجل الاستفادة من الفحوصات التكميلية المتمثلة في فحوصات الدم ورسم تخطيط القلب للشروع في العلاج، إما في المنازل أو على مستوى المستشفيات المختصة حسب وضعية كل مريض وحالته الصحية. وعلمت "الاتحاد الاشتراكي" أن خصاصا كبيرا تعيشه المستشفيات العمومية في مادة الأوكسجين الحيوية التي يتم استعمالها من أجل ضمان استمرار تنفس المرضى والبقاء على قيد الحياة وتجاوز الأزمات التنفسية الحادة، إذ في الوقت الذي كان فيه مستشفى واحد يستهلك 4 آلاف متر مكعب في السنة في الظروف العادية، اضطر بسبب الجائحة إلى استهلاك 12 ألف متر مكعب في الشهر الواحد، مؤخرا، كما أصاب التلف وطالت الأعطاب العديد من المعدات والتجهيزات الطبية، التي من المفروض أن تمتد صلاحية العمل بها لسنتين، لكنها باتت "تتساقط" في ظرف 3 أسابيع إلى شهر على أقصى تقدير، بسبب الاستعمال المتكرر دون توقف، كما أن عددا من المستلزمات المخبرية بل وحتى الأدوية صارت هي الأخرى معدودة في المستشفيات العمومية، التي تدبّر الوضع الوبائي بكثير من القلق والصعوبات، التي يزيد من حدّتها ومنسوبها إصابة مهنيي الصحة بالعدوى وضعف وسائل الوقاية وتراجع مخزون الزي الخاص بمصالح "كوفيد" والكمامات وغيرها من المستلزمات الحمائية الأخرى. وأكدت مصادر طبية ل "الاتحاد الاشتراكي" أن أسرّة الاستشفاء الخاصة بعلاج المصابين بكوفيد 19 في مدينة كالدارالبيضاء، سواء في المستشفيات العمومية أو المصحات الخاصة، أصبحت ممتلئة عن آخرها وبات من النادر إيجاد سرير، خاصة في مصالح الإنعاش والعناية المركزة، التي تعج بالمرضى الذين يفارق الحياة الكثير منهم، بعد أن ولجوها في وضعية صحية متقدمة بفعل التشخيص والتكفل المتأخرين، في حين أن نسبة الاستشفاء تظل معدلاتها منخفضة، في غياب أرقام مضبوطة عن معدلات الإماتة في هذه المصالح.