تعيش ساكنة جماعة صبويا، الواقعة جنوب مدينة سيدي إفني ،على بعد حوالي 35 كلم من مدينة كلميم، على وقع انتشار الحشرة القرمزية المعروفة بفتك نبتة الصبار، التي أصبحت في السنوات الأخيرة العمود الفقري والمحرك الأساسي لمدخول مجموعة من الأسر بالدوارير المنتشرة عبر سلسة من الهضاب، وتحديدا بدواوير» الشياخات، بوشايت، تنغيلاست واهل بوعمامة..» وغيرها، والتي تتوقع ساكنتها وصول العدوى لتبيد ما تبقى من هذه الفاكهة المعروفة بجودتها على المستوى الوطني بحكم أشعة الشمس وجودة التربة وضباب المحيط الأطلسي الذي يغذي الألواح و الفاكهة من خلال تغطيتها بالرذاذ طيلة الليل الى حين بزوغ الشمس . وقد انتشرت هذه الآفة بأغلب الحقول التي تعتبر من أهم مصادر الدخل بالنسبة لعموم الفلاحين المتعاملين مع تجار الجملة بمدينة الدارالبيضاء، والذين أكد بعضهم بأن انقراض هذه النبتة بات وشيكا بفعل تضرر الكثير من الحقول بجهة كلميم واد نون، جراء انتشار هذا المرض الخطير والغريب عن المنطقة، رغم المحاولات والمجهودات المبذولة من طرف الجهات المهنية والمسؤولة، وتحديدا المصلحة الإقليمية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، باتخاذ كافة التدابير لوقف انتشار المرض بعد المعاينة الأولية وإجراء التحاليل المخبرية، للتأكد من عدم وجود خطر يهدد صحة وسلامة المستهلكين وماشيتهم . ومما زاد من تخوف الساكنة كونها ترى كل يوم انتقال العدوى بشكل سريع ، حيث تظهر خيوط بيضاء على ألواح الصبار وتتوسع دائرة انتشارها بشكل تدريجي حتى تصير كثيفة وبعد مدة تصاب الألواح بالجفاف وتظهر عليها نقط مصفرة تتسع شيئا فشيئا ثم تموت وتنهار. ويزحف المرض عبر الألواح إلى أن يأتي على المناطق المزروعة بشكل كامل. وقد أكد لنا أحد المتضررين من عين المكان بأن «نبات الصبار أصبح من الزراعات المهمة بالمنطقة، التي تم تطوير صناعتها لتشمل صناعة غذائية وزيوتا طبية يتزايد الإقبال عليها، ناهيك عما يوفره من غطاء نباتي يساهم في الحماية الكاملة من انجراف التربة وكذا ترسيم الحدود بين الجيران، وتلطيف الجو ومقاومة الجفاف وحماية المواشي، فهو مورد رزق في فصل الصيف يساعد في تغطية مصاريف الأسر على مدار السنة»، مؤكدا «لقد أصبح من الضروري بذل مزيد من الجهود من طرف الجهات المسؤولة، مركزيا وعلى صعيد الجهة، واتخاذ التدابير اللازمة للحد من خطر هذه الآفة والتخفيف من حدتها»، لافتا إلى «أهمية استعمال الصناديق البلاستيكية بدل الخشبية بعد غسلها وتعقيم وسائل النقل والإسراع بالتخلص من النباتات المصابة بشكل سليم واعتماد وسائل المكافحة المعمول بها على المستوى الوطني».