«الاتحاد الاشتراكي» تنشر تفاصيل خطة مواجهة السلطات الصحية والعمومية لفيروس «كوفيد 19» في الدارالبيضاء
قررت السلطات الصحية والعمومية تفعيل جملة من الإجراءات، من أجل مواجهة المدّ التصاعدي المتواصل لفيروس كوفيد 19 في جهة الدار البيضاءسطات، وتحديداً بالعاصمة الاقتصادية، التي سجلت مستويات قياسية في الوفيات، بسبب الفيروس وفي أعداد المصابين، بعد أن أصبح نصف المرضى حاملين لأعراض، في الوقت الذي لم تكن تتجاوز نسبة هذه الفئة 2 إلى 3 في المئة في وقت سابق، فضلا عن الحالات الحرجة التي توجد في مصالح العناية والمركزة والإنعاش. الإجراءات الجديدة تشمل الاستعانة بثلاثة مستشفيات في الدار البيضاء، التي سيتم إحداث أسرّة للإنعاش فيها وتمكين المرضى من الاستشفاء بمرافقها، ويتعلق الأمر بكل من مستشفى الحي المحمدي الذي سيتم إحداث 16 سريراً به، و 15 سريراً بمستشفى بوافي، ثم 12 سريراً بمستشفى سيدي عثمان، علماً بأن هذه المستشفيات كانت عبارة عن مستشفيات نهارية، ظل مجال تدخلها محدوداً خلال الجائحة. القرار الذي تم اتخاذه أول أمس الثلاثاء، خلال اجتماع عاجل دام لمدة تقارب 3 ساعات، جمع وزير الصحة ووزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، ووالي جهة الدار البيضاءسطات، فضلاً عن عدد من المسؤولين والفاعلين في الشأن الصحي، حيث تقرر كذلك فتح مصلحة جديدة للإنعاش بمستشفى ابن رشد والرفع من طاقة مختبره من أجل توسيع دائرة الاختبارات، وهو نفس القرار الذي سيشمل معهد باستور، مع الرفع من أعداد المختبرات التابعة للقطاع الخاص، وفقاً لدفتر تحملات واضح، تحت إشراف وزارة الصحة ووزارة الداخلية بما يسمح تمكين المواطنين من الخضوع للاختبارات وضمان التنسيق والإخبار بالحالات المؤكدة إصابتها من أجل تتبع المرضى والمخالطين على حد سواء. وأكد المشاركون خلال هذا الاجتماع الذي جاء بعد القرار الحكومي بتعليق الدراسة الحضورية واعتماد التدريس عن قرب في العاصمة الاقتصادية، إضافة إلى إغلاق منافذها وعدم السماح بولوجها أو مغادرتها إلا بترخيص استثنائي، فضلا عن فرض حجر ليلي للتنقل، وتغيير مواعيد إغلاق عدد من المؤسسات والفضاءات "العمومية"، في محاولة لتطويق اتساع رقعة انتشار الفيروس، على أن جهة الدار البيضاءسطات تمثل نسبة 20 في المئة من مجموع ساكنة المغرب، وتحتضن الدار البيضاء لوحدها حوالي 3 ملايين و 600 ألف مواطن ومواطنة، كما أنها تضم أكبر عدد من الوحدات الصناعية وتعرف حركية كبيرة وتنقلات واسعة، سواء داخلها أو باعتبارها نقطة عبور وربط مع مناطق أخرى. وبيّنت المعطيات الوبائية أنه جرى تسجيل 30 في المئة من الحالات الإيجابية للمرض بتراب الجهة، أخذاً بعين الاعتبار أنه خلال 3 أيام فقط، تم تسجيل حوالي 2000 حالة إصابة بالدار البيضاء لوحدها، ما بين الأحد والثلاثاء. وتطرح التدابير التي تم الإعلان عن اتخاذها خلال هذا الاجتماع، على المستوى الصحي، علامات استفهام متعددة، من بينها الأسس العلمية والمؤشرات الوبائية التي دفعت إلى تخصيص 17 سريراً، على سبيل المثال، في منطقة ما وليس أكثر، ولماذا الاقتصار على 3 مستشفيات، عوض الاعتماد على مستشفيات متعددة، ومن أين سيتم استقدام الموارد البشرية التي ستقوم بإنجاز المهام المطلوبة، وغيرها من الأسئلة المحيّرة، بما أن العجز في العنصر البشري هو متفاقم، ولم يتم اللجوء إلى تدبير عقلاني إلى غاية اليوم، من أجل إعادة استثماره لمواجهة الجائحة بشكل ناجع؟