في ظل الظروف الاستثنائية التي تعرفها البلاد جراء تفشي جائحة كوفيد 19، يشهد الدخول المدرسي الحالي بعدد من مؤسسات التعليم العمومي باحد السوالم، وبدرجة خاصة سلكي الاعدادي والثانوي، اكتظاظا ملحوظا بأبواب المؤسسات لدواع فرضتها التدابير الوقائية المتخذة لاحترام البروتوكول الصحي المعتمد من طرف الجهات المسؤولة درءا لكل طارئ محتمل، مما خلق ردودا متباينة وسط آباء وأمهات واولياء امور التلاميذ، الذين عاشوا محنا نفسية وظلوا معلقين بين اختيار التعليم الحضوري او التعليم عن بعد، هذا الخيار الذي طرحته مصالح الدولة من قبل ليستقربعد ذلك الامر، بعد البلاغ الاخباري لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بتاريخ الاحد 06 \ 09 \ 2020، على قرار التعليم عن بعد حصريا بالنسبة لتلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية والخصوصية ومدارس البعثات الاجنبية المتواجدة بالاحياء المغلقة والمصنفة ضمن البؤر الوبائية على المستوى الوطني وكذا التلاميذ الذين ينتمون الى أسر تضم أشخاصا مصابين بفيروس كورونا، وبالنسبة للتلاميذ والتلميذات غير المعنيين بهذا القرار، فقد كان المقرر استقبالهم خلال الفترة الممتدة بين 07 الى 09 شتنبر 2020 داخل المؤسسات التعليمية في مجموعات صغيرة تراعي شروط التدابير الوقائية وفق البرمجة المعلن عنها سابقا، أي التعليم الحضوري بالتناوب، رغم انه سيزيد من معاناة اطر هيئة التدريس على مستوى إنهاء المقررات الدراسية في وقتها. هذه الاطر التي انخرطت جادة بكل مسؤولية وحس وطني عال لانجاح الدخول المدرسي والوصول بالرسالة التعليمية النبيلة الى بر الامان، رغم الاكراهات المحيطة بهده الظرفية العصيبة والعصية التي ستنضاف دون شك لعامل «هشاشة» البنى التحتية ببعض مؤسسات التعليم العمومي بالسوالم، وعلى رأسها محدودية الحجرات الدراسية في ظل التوافد والاسترسال في ذلك للراغبين والباحثين على مقعد للدراسة. الثانوية الاعدادية السوالم نموذجا و وجهة مفضلة للوافدين وكذا الراغبين في الانتقال محليا، ينضاف الى نلك القادمون من مؤسسات التعليم الخصوصي وبأعداد كبيرة لاسباب منها ارتفاع تكلفة التعليم في ظل الظرفية الاقتصادية الصعبة .وقد ازدادت مخاوف الآباء والامهات واولياء الامور على سلامة صحة ابنائهم رغم طمأنة احد مسؤولي الادارة الترابية بالسوالم على سلامة الوضع الصحي بالسوالم مضيفا «أن الامر يتعلق بحالات معدودة على رؤوس الاصابع لاتتجاوز ثلات او اربع حالات تحت المراقبة الطبية اللازمة». في السياق ذاته، تساءل عدد من أولياء الامور عن «ضمان سلامة ذاك الوافد والقادم من مدن يحتمل انها تعرف بؤرا وبائية، وماهي الاجراءات الممكن اتخاذها من طرف مسؤولي الادارات التربوية؟ وكيف ستدبر اجراءات التعقيم في ظل إمكانيات مادية ولوجيستية محدودة ومعدودة رغم جاهزية مكاتب جمعيات الاباء للمساهمة في تدبير المرحلة يقول بعض أولياء التلاميذ.