كما هو معروف، فإن فاس من المدن الست التي ارتفعت فيها الإصابات والوفيات بشكل مهول بعد رفع الحجر الصحي ، مما جعل السلطات المحلية والصحية تتخذ إجراءات صارمة في الأحياء الشعبية التي ارتفعت فيها الإصابات بكوفيد19 ،حيث وضعت حواجز أمنية في أحياء سهب الورد ودوار ريافة وحي المصلى معززة برجال الأمن والقوات المساعدة . وبتكاثر الاكتظاظ الذي عرفه المستشفى الجامعي الحسن الثاني والمستشفيات التي تستقبل المصابين بمرض كورنا ،قامت وزارة الصحة والسلطات المحلية ببناء مستشفى ميداني بطريق ايموزار في اتجاه الأحياء الجامعية تبلغ طاقته الاستيعابية 1200 سرير، يشتمل على جناح خاص بالرجال وأخر للنساء مزود بكل الأجهزة التي تحتاجها الأطقم الطبية والتمريضية لعلاج المرضى ،بالإضافة إلى مختبر للتحليلات الطبية ، كما أن هذه المؤسسة تتوفر على فضاءات للترفيه وممارسة الرياضة ، وتعد هذه الخطة جد ايجابية نظرا لما عرفته فاس من تزايد في الاصابات. و لاتألوا السلطات المحلية و الصحية والمجتمع المدني جهدا في القيام بحملات توعوية في المناطق الشعبية ومنطقة الجنانات بسيدي بوجيدة ،حيث يقومون بشكل مباشر بشرح البرتوكول الصحي والدعوة إلى استعمال الكمامات والنظافة والتباعد ، كما أنهم يمكنون المواطنين والمواطنات من الكمامات الواقية . لكن رغم ذلك ورغم ما يقوم به الإعلام الوطني بمختلف مكوناته ، ورغم الخطاب الملكي الأخير الذي ألقاه جلالة الملك بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب والذي نبه فيه جلالته إلى خطورة الوباء وما يمكن أن يتعرض إليه المغرب اقتصاديا في حالة إذا ما قررت اللجنة العلمية العودة إلى الحجر الصحي ،فإن عددا من المواطنين والمواطنات لازالوا يواصلون انتهاك القانون وعدم تطبيق البرتوكول الصحي. وهكذا وقفت جريدة الاتحاد الاشتراكي على بعض الخروقات ،إذ تمت معاينة عدد هام من المواطنين والمواطنات القاطنين بحي النخيل والأحياء المجاورة له يخرجون ليلا هروبا من الحر القائظ الذي تعرفه فاس حاليا إلى الحدائق القريبة من مدخل فاس في اتجاه حي بدر و الادارسة ، يتمددون على العشب الأخضر دون اتخاذ الإجراءات البرتوكولية الخاصة بالوباء وهو ما يعرضهم ويعرض كافة القاطنين للإصابة بالوباء ،كما عاينت الجريدة أيضا وخلال الصباح الباكر من هذا الأسبوع عددا هاما من زبناء المقاهي المتواجدة بنفس بالمنطقة، لايبالون باستعمال الكمامات ، كما عاينت الجريدة أيضا حافلات النقل العمومي بفاس عدم احترامها البرتوكول الصحي تاركة الحبل على الغارب ، و لايسهر مراقبوها على التقنين الصحي وهو ما يشكل خطورة أيضا على الركاب والمواطنين. أمام هذا الاستهتار الذي تمارسه بعض الفئات من المواطنين والمواطنات يبقي علي السلطات المحلية ألا تركز حملاتها التوعوية فقط على المناطق الشعبية بفاس، بل يجب أن تركز حملاتها أيضا على الأحياء المحدثة بالمدينة الجديدة حتى يتم التغلب على الوباء وعودة الحياة إلى مجراها الطبيعي.