رغم الفاجعة التي حلت بأسرتي برحيل نضال الغالي المزداد بالدنمارك، آلمتني زلة لسان رئيسة الوزراء ميتا فردريكسن عندما اعتبرت الجيل المزداد في الدنمارك من أصول غير غربية مهاجرين، وهم في غالبيتهم لا علاقة لهم بالبلدان التي ينحدر منها آباؤهم. تصريحات ميتا فردريكسن اعتبرها غالبية الشباب المزداد هنا غير مقبولة ومستفزة، بل يرونها خطابا سياسيا ما كان ليكون في ظل التحول الذي يعرفه المجتمع الدنماركي. وكمناضل سياسي في الحزب الاشتراكي الديمقراطي ورب أسرة في نفس الوقت ، فإني لم أقبل ولن أقبل تصريحات رئيسة الوزراء في حق أبنائي وكل الشباب المزدادين هنا، لكون آبائهم ينحدرون من أصول عربية، ولا أعرف الأسباب التي جعلتها تعتمد خطابا يمينيا مستفزا. عزيزتي ميتا عليك أن تعلمي أني ربيت أبنائي على القيم المشتركة التي تجمعنا مع المجتمع الذي اخترنا العيش فيه، وأن فلذات كبدي كانوا ناجحين في دراستهم ، وأن أصدقاءهم كانوا دنماركيين وأن العديد منهم صدموا بوفاة واسطة العقد من أبنائي وأنهم لأول مرة، يحضرون جنازة في مسجد مغربي ومعهم شابات وفاء للصداقة التي جمعتهم بعزيزي نضال. عزيزتي ميتا أدعوك لمراجعة مواقفك، فتصريحاتك الأخيرة موجعة للجميع، كان من الضروري أن تسمي الأمور بمسمياتها، فالذين يرتكبون الجرائم التي أشرت إليها لاعلاقة لهم بالجيل المزداد في الدنمارك، فأطفال الشوارع منتشرون في العديد من الدول الأوروبية وليسوا كلهم من الضفة الجنوبية، بل فيهم الغجر الوافدون من أوروبا الشرقية، سنكون مع وضع حد لهذه الجرائم انطلاقا من مقترحات تحفظ حقوق الإنسان، وعلى الحكومة الدنماركية أن تتقدم بمخطط لحل مشكل الأطفال المغاربة القاصرين، وهم الذين يقومون بأعمال تسيء لصورة المغرب، في غياب تام للدبلوماسية المغربية التي تتحمل كامل المسؤولية في ما يجري. وأخيرا أدعو رئيسة الحكومة إلى تعزيز علاقات الدنمارك مع المغرب الذي يعتبر شريكا أساسيا للاتحاد الأوروبي، خصوصا وأنها تقدمت باقتراحات سابقا لإقامة مراكز لإيواء اللاجئين، وهو المقترح الذي رفضه المغرب، ونصيحتي للشباب من أصول مغربية الذين فيهم المثقف والإطار من أطباء ومهندسين وأطر عليا، أن يصححوا الصورة التي تحملها رئيسة الوزراء عن الشباب الدنماركي من أصول مغربية، وعليها أن تعلم أن ولاءهم للدنمارك البلد الذي ولدوا فيه لاجدال فيه، وعليكم أن تعلموا أن المزدادين هنا متشبثون بالقيم الإنسانية وسيبقون متشبثين بهذه الأرض ولن يفارقوها أحياء أو أمواتا.