تتوالى ردود فعل المسلمين الغاضبة تجاه الرسومات الساخرة التي نشرتها صحيفة يولاند بوسطن للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. فقد أصدر عدد من المنظمات والجمعيات الإسلامية والعربية في الدنمارك بيانات تنديد تعبر فيها عن غضبها الشديد مما نشرته الصحيفة الداعمة لليمين المتطرف من تطاول على شخص نبي الإسلام متزامنا مع شهر رمضان المبارك. وأكد الدكتور محمد البرازي مدير الرابطة الإسلامية في الدنمارك في اتصال مع الجزيرة نت أن الرابطة دعت إلى تنظيم مظاهرة احتجاجية بعد غد الجمعة بالعاصمة كوبنهاغن. وأوضح البرازي أن المشكلة بدأت عقب اجتماع رئيس الوزراء الدنماركي آنس فو راسمسون بمجموعة من الأئمة وقيادات الجالية الإسلامية في العشرين من سبتمبر/ أيلول الماضي لبحث ما وصف بأسباب جنوح بعض الشباب المسلم إلى العنف والخروج عن القانون. وقدم الأئمة بعض المقترحات التي من شأنها أن تساعد في الحد من تلك الظاهرة، وأهم تلك المقترحات التدخل لدى وسائل الإعلام الدنماركية للتوقف عن الإساءة للإسلام. كما طالبوا باتخاذ مواقف أكثر اتزانا وعدلا وتليق بالمجتمع الدنماركي. بمجرد أن وصل ذلك إلى وسائل الإعلام طلبت صحيفة يولاند بوسطن من نقابة رسامي المجلات أن يرسموا صورا كاريكاتيرية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فاستجاب بعضهم لذلك. ومما زاد الطين بلة أن يكتب رئيس تحرير الصحيفة أن الرسوم الكاريكاتيرية والكلمات الساخرة ما هي إلا عبارة عن نقد وسخرية هادفة وذكية. وقال البرازي إن نشر هذه الإساءات وأمثالها يثير العداوة والكراهية بين مكونات المجتمع الدنماركي، ولا يخدم عملية الاندماج الإيجابي ولا مستقبل الأجيال الناشئة. من جانبه طالب المسؤول في جمعية المسلم للحوار عبد الواحد بيدرسن حكومة كوبنهاغن بالعمل على إصدار قانون يمنع الإساءة للأديان السماوية والمقدسات الدينية، أسوة بقانون منع الإساءة إلى السامية ومقام الملكة والعلم والدستور الدنماركي. وأكد بيدرسين -وهو أحد أئمة المساجد وينحدر من أصول دنماركية- للجزيرة نت أن مثل هذه الأعمال تخلق أجواء غير صحية وقد تسهم في نمو مشاعر الكراهية وإذكاء روح ما أسماه بالعنف والإرهاب وقال إنه حتى المسيحيين المعتدلين يرفضون مثل هذه الرسومات ويعتبرونها مغالطة في فهم حرية الرأي والتعبير بالتطاول على المقدسات وتجاوز الخطوط الحمراء.