تابعت إسبانيا باهتمام تصريحات وزير الخارجية ناصر بوريطة المتعلقة بعملية «مرحبا»، الخاصة بعودة أفراد الجالية لقضاء عطلتهم الصيفية بالمغرب، حيث أكدت أنها مستعدة لتسهيل عودة مواطنين مغاربة مقيمين في أوروبا لقضاء عطلتهم بالمغرب «بشكل فردي» إذا ما قرر المغرب فتح حدوده. وكان بوريطة أكد الاثنين أن عملية «مرحبا» بالشكل المتعارف عليها لم يتم إطلاقها نظرا لإكراهات موضوعية. وقال بوريطة، في معرض رده على سؤال محوري بجلسة الأسئلة الشفهية الأسبوعية بمجلس النواب، إن «عملية مرحبا تعني التحضير منذ شهر أبريل والتنسيق مع مختلف الجهات، وبالتالي العملية ليست عملية عبور فقط، بل تعني أنشطة ثقافية وترفيهية، فضلا عن تدخل العديد من المؤسسات». وأضاف الوزير «إذن من البديهي اليوم أن عملية مرحبا، كما هو متعارف عليها وكما هي عرف ينظم كل صيف، لم تتم، لأن التحضير لها لم يتم في شهر أبريل». وبالنسبة لعودة أفراد الجالية المغربية بالخارج، شدد الوزير على أن هذا أمر طبيعي مرتبط بأربعة أمور تتعلق بفتح الحدود البرية والجوية الدولية للمملكة، والاجراءات التي ستتخذها دول العبور، والوضعية الوبائية الوطنية والدولية، والبروتوكول الصحي الذي سيعتمد لكل وافد إلى أرض المملكة. تعليقا على ذلك، وبخصوص الإجراءات التي ستتخذها بلادها، قالت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليث لايا، في حديث إلى إذاعة «أوندا سيرو» الثلاثاء، إن عملية العبور، أو «مرحبا»، قد ألغيت لأن «الظروف الوبائية لا تسمح بذلك» مضيفة أن «الحدود المغربية لا تزال إلى حدود الآن مغلقة». وأكدت الوزيرة أنه إذا قرر المغرب في الأسابيع المقبلة فتح حدوده وأن هناك مواطنين مغاربة يريدون العودة إلى بلادهم بشكل فردي، فإن «إسبانيا مستعدة». وأوضحت غونزاليس لايا ، أن إسبانيا والمغرب على اتصال وثيق بهذا الشأن وأنها قد تحدثت مع نظيرها المغربي ناصر بوريطة «في مناسبات عديدة للتنسيق والإعداد بأفضل طريقة ممكنة لما يمكن أن يحدث»، مضيفة أنه «في الوقت الحالي لا تزال حدود المغرب مغلقة، وهو موقف مسؤول للمغرب يخص الوضع الحالي بالبلاد». من جانبها، اعتبرت وزارة الداخلية الإسبانية أنه على الرغم من أن عملية «مرحبا» لن تتم هذا العام «في صيغتها المعتادة»، فإن إسبانيا مستعدة لذلك، وأنه بمجرد إعادة فتح الحدود مع المغرب، فإن عملية عبور المغاربة من إسبانيا باتجاه المغرب ستتم بطريقة «سلسة» وفق الإجراءات الصحية المرافقة لها. مدير مركز تنسيق الإنذارات الصحية والطوارئ في إسبانيا، فرناندو سيمون، اعتبر بدوره أن قرار المغرب بخصوص عملية مرحبا «إجراء حكيم يفيدنا بشكل كبير»، وهو نفس الموقف الذي عبرت عنه رئيسة الحكومة المحلية للأندلس، جوانما مورينو عبر تويتر، حيث وصفت موقف المغرب بأنه «حكيم ومعقول». ومعلوم أنه خلال صيف السنة الماضية، عبر إسبانيا ما يقارب ثلاثة ملايين مغربي يقيمون في مختلف الدول الأوروبية باتجاه المغرب، على متن أزيد من 700 ألف مركبة، وفق أرقام إسبانية رسمية، وكان من المعتاد أن يبدأ التحضير لهذه العملية في شهر أبريل، بتنسيق بين السلطات المغربية والإسبانية، بالنظر إلى ما تتطلبه من إجراءات خاصة وعلى مختلف الأصعدة، قبل أن تنطلق في منتصف يونيو، إلى شهر شتنبر حين يعود المغاربة إلى دول الإقامة.