على إثر وفاة عاملين اختناقا وفي ظروف مأساوية داخل معمل صناعي مختص في صنع وإنتاج دقيق السمك بأيت ملول، يوم الأحد 21 يونيو2020، أصدرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بأيت ملول، بيانا تنديديا احتجت فيه على الاستهانة بحياة الإنسان والحط من كرامته، وعدم إيلاء العناية اللازمة لسلامة المستخدمين الصحية ووقايتهم من كل الأخطار المحدقة بهم، والتي تهدد حياتهم في أية لحظة داخل وحدة صناعية تنبعث منها غازات سامة كان من المفروض عليها أن تتوفر على كافة شروط السلامة الصحية لمستخدميها وأيضا كافة الشروط البيئية لحماية ساكنة المدينة من تداعيات هذه الغازات السامة المتسربة من مداخنها. وطالبت ذات الجمعية الجهات المسؤولة، محليا وجهويا ومركزيا، بفتح تحقيق نزيه في هذه الحادثة المأساوية التي ذهب ضحيتها مستخدمان لقيا حتفهما في الحين بسبب اختناقهما داخل مكان تجميع مخلفات صنع دقيق السمك عندما كلفا من طرف مسؤول بالمعمل بتنظيفه لكنهما سرعان ما تعرضا لاختناق شديد أزهق روحهما في الحين. ودعت أيضا في بيانها الذي توصلنا بنسخة منه، إلى ضرورة الحرص على أخذ هذه الأمور بحزم وجدية من خلال تطبيق القانون والسهر على تنزيل بنود مدونة الشغل التي شرعتها الدولة وألزمت جميع الوحدات الصناعية بتطبيقها وتنفيذها. علما أن المغرب صادق على جميع الاتفاقيات الدولية المتعلقة بمجالي الشغل والبيئة، لذلك على الجهات المسؤولة أن تحقق في هذه النازلة الخطيرة وفي الكيفية التي تم بها حصول هذا المصنع على ترخيص لإنتاج دقيق السمك بمنطقة آهلة بالسكان. هذا، وأفادت مصادر موثوقة من داخل المعمل أن عاملين آخرين كانا سيلقيان المصير ذاته حينما أرادا إنقاذ زميليهما الراحلين حيث تعرضا بدورهما لاختناق حاد داخل مكان تجميع مخلفات صنع دقيق السمك، وذلك قبل أن تتدخل عناصر الوقاية المدنية التي حلت بعين المكان وانتشلت هذين العاملين من موت محقق في اللحظات الأخيرة. وأضافت أنه تم نقل المصابين الاثنين إلى جانب عنصر من الوقاية المدنية إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير لتلقي العلاج، بعد أن أصيب الجميع باختناق شديد خلال عملية إنقاذ الراحلين، في حين تم نقل جثتي الضحيتين إلى مصلحة الطب الشرعي لإخضاعهما للتشريح الطبي بذات المستشفى.