ضرورة معالجة بعض الاختلالات التي تعاني منها تنظيمات الحزب في مختلف الأقاليم بجهة مراكشآسفي
أكد الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الأستاذ إدريس لشكر أن جائحة كورونا قد تفرض على بلادنا إعادة النظر في بعض الاختيارات والأولويات من أجل توفير الإمكانيات الضرورية لمعالجة ما سيترتب عنها من تداعيات اقتصادية واجتماعية، جاء ذلك خلال اجتماع أعضاء المجلس الوطني للحزب بجهة مراكشآسفي، الذي انعقد يوم الأحد 21 يونيو 2020 برئاسة الكاتب الأول مرفوقا بفريق العمل المكلف بالجهة محمد ملال وبديعة الراضي عضوا المكتب السياسي. وأضاف الأستاذ إدريس لشكر أن هذه المعالجة تقتضي سياسات عمومية ترتكز على ثلاث أولويات أساسية هي ضمان حق جميع المغاربة في التغذية الكافية والمتوازنة وهو ما يستلزم انتهاج سياسة فلاحية تستجيب بالدرجة الأولى للحاجيات الوطنية الملحة. ضمان الحق في الصحة العمومية للجميع بما يستلزمه ذلك من بنيات أساسية وتجهيزات ضرورية متطورة وكافية لسد أي عجز أو خصاص في هذا القطاع الحيوي الهام. تعزيز الانخراط الشامل في الثورة الرقمية التي يشهدها العالم ما يجعل الاستفادة من الإمكانيات التي تتيحها اقتصاديا واجتماعيا وأيضا على صعيد البحث العلمي وتجويد المستوى المعرفي لكل الفئات الشعبية قصد إدماجها بشكل فعال في محيطها الوطني والدولي على كافة المستويات والأصعدة. أما عن الواقع الذي تعيشه بلادنا بسبب جائحة كورونا وما نتج عنها من تأثيرات سلبية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي فقد تحدث عن الإجراءات الاستباقية التي قامت بها الدولة لمواجهة هذه الجائحة منوها بالروح الوطنية الكبيرة التي أبان عنها الشعب المغربي ممزوجة بالتضامن، مبرزا احترام جميع الإجراءات الاحترازية لمواجهة هذا الوباء مما جنب المغرب كارثة خطيرة وبالتالي قلص من خطورته ما جعل العديد من الدول تنوه بالأسلوب الذي انتهجه المغرب وهو الأسلوب الذي لقي استحسانا وتنويها أيضا من منظمة الصحة العالمية. وعلى المستوى التنظيمي بجهة مراكش استعرض الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي بالتحليل العميق النتائج المحصل عليها في الانتخابات الجماعية لسنة 2015، بعد أن ذكر بمكامن الضعف والدور الذي على المناضل الاتحادي أن يقوم به منوها بمجهودات المناضلين الذين عليهم مواجهة الكثير من العوائق مبرزا أن على المناضل الاتحادي أن يرتبط بالمجتمع داعيا إلى توسيع وتقوية تنظيمات الحزب في الجهة وتحسين موقعه الانتخابي رغم الصعوبات والإكراهات التي تعترضه. وشدد إدريس لشكر على ضرورة الانكباب على معالجة بعض الاختلالات التي تعاني منها تنظيمات الحزب في مختلف الأقاليم، والمتمثلة في ضعف الأداء الحزبي بشكل عام، وفي القصور المسجل على مستوى الارتباط المباشر بالمواطنات والمواطنين بشكل خاص. وأكد الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أنه بمعية فريق العمل، سيعمل على متابعة العمل ومواكبته بشكل مباشر مع التنظيمات الإقليمية والجهوية من خلال آليات جديدة ترتكز على روح ومبادئ الاتحاد الاشتراكي قصد تطوير الفعل التنظيمي والنهوض بالمهام الحزبية الموكولة لهذه التنظيمات ووضعها على السكة الحقيقية لخوض الاستحقاقات السياسية والتنظيمية القادمة في أفضل الظروف. اللقاء عرف نقاشا جادا ومسؤولا بين أعضاء المجلس الوطني للحزب بالأقاليم الثمانية المشكلة لجهة مراكشآسفي وبحضور فعاليات أكاديمية وبعض رؤساء الجماعات التي يسيرها الحزب بالجهة والنساء والشباب، حيث تم التطرق إلى جائحة كورونا والوضع الاقتصادي والاجتماعي بالجهة وكذا التسيير الجماعي، ونوه المتدخلون بما يقوم به المستشارات والمستشارون الاتحاديات والاتحاديون من مجهودات كبيرة في عدد من الجماعات الترابية التي يسيرونها أو يشاركون في تسييرها والتي حققت العديد من المشاريع والمنجزات التنموية لفائدة ساكنة هذه الجماعات. ولم يفت المشاركون تناول الورقة التنظيمية التي تقدم بها الكاتب الأول للحزب وتثمينها، كما تم أيضا تناول بيان المكتب السياسي، وفي نفس الآن تم التطرق إلى قضايا تنظيمية حول وضعية الحزب بالجهة والسبل التي يمكن من خلالها استعادة المبادرة وملامسة قضايا الجماهير. وقد توج هذا اللقاء بإصدار بيان ضم روح ما تم تناوله ونقاشه خلال هذا الاجتماع الهام. هذا وكان اللقاء قد افتتح باستحضار روح المجاهد عبد الرحمان اليوسفي الذي غادرنا في الشهر الماضي حيث وقف الجميع لقراءة الفاتحة ترحما على روحه الطاهرة وكذا أرواح شهداء الأحداث الدامية لسنة ل 20 يونيو 1981 وأيضا على أرواح شهداء وباء كورونا المستجد.