من التقاليد الثقافية التي وضع أسسها المجلس الاتحادي السابق برمجة ثقافية في مجال السينما والموسيقى والتشكيل وغير ذلك من المجالات الإبداعية التي لازال المواطنون يتذكرونها ، حيث لعبت المصلحة الثقافية آنذاك دورا رائدا في التعريف بإبداعات المرأة في مجال الشعر والسينما ومختلف الفنون ، وأمام الزخم المعرفي الثقافي الذي خلفه المجلس الاتحادي ظلت المصلحة الثقافية وأطرها بمجلس المدينة الحالي وفية ومحافظة على النهج المعرفي، مضيفة إلى ذلك لمسات أخرى على أنشطة الجماعة المحلية.في المجال الثقافي . وليس من الغريب أن يكون الوفاء هو ما يميز الأنشطة الثقافية الحالية التي أصبحت لها تواريخ مضبوطة وميزانية قارة، لأن الثقافة من أهم عناصر التنمية والنهضة الفكرية . وهاهي فاس اليوم كالأمس عاشت المهرجان الوطني العشرين لفن الموسيقى الأندلسية تحت شعار موسيقى الآلة الأندلسية المغربية تراث عربي أصيل، إذ استضاف ا لمهرجان الذي انطلق يوم 27 فبراير واستمر الى غاية 7مارس 2015 المجمع العربي للموسيقى حيث صدحت أنغام الآلة في عدد من مناطق مدينة فاس انطلاقا من قصر المنبهي بقلب المدينة العتيقة هذا القصر الرائع بنقوشه الجبسية والخشبية وفنائه الفسيح ونافورته الرقراقة التي تنساب مياهها برفق لتحكي الجلسات السياسية التي كانت تعقد في هذا الفضاء على عهد الحماية الفرنسية وسرعان ما كانت تلك المياه تعود إلى الحاضر لتتراقص على النغمات الموسيقية التي قدمها جوق مدينة شفشاون في ميزان درج الحجاز الكبير براوية مدينة شفشاون . الجمهور الفاسي وأيضا هواة هذا الفن الرفيع الذين هبوا من مختلف المدن المغربية استمتعوا بمقامات ميزان قدام الماية من أداء جوق الهواة بفاس ومجموعة براعم مدرسة اميل كما قدم جوق محمد امين الدبي وصلات فنية من ميزان قدام الرصد. قاعة عمالة فاسالمدينة هذه المعلمة التي تعكس مهارة الصناع التقليدييين بفاس من جباسين ونجارين وزلايجية وغيرهم الذين أبدعوا في صنع سقفها الخشبي المنقوش بنقوش تضاهي ما يمكن أن يرسمه امهر الرسامين الشيء الذي جعل من هذه المعلمة المتناغمة أن تصبح قبلة للزائرين ومكانا للقاءات الثقافية والاقتصادية الدولية . لقد غصت هذه التحفة الفنية بجمهور غفير سواء في السهرة السابقة او سهرة الجمعة 6 مارس التي أحياها جوق محمد العثماني بفاس والمجموعة الصوتية لدار الآلة بالبيضاء بالإضافة إلى جوق المرحوم التمسماني بتطوان في ميزان ابطايحة غريبة الحسين . وأسدل الستار عللي المهرجان العشرين للموسيقى الأندلسية الذي نظمته الجامعة الحضرية لفاس بتعاون مع مجلس الجهة ومجلس العمالة بالسهرة الفنية الكبرى التي أحياها جوق المرحوم عبد الكريم الرايس في ميزان بطايحي العشاق وجوق روافد موسيقية بطنجة في ميزان بسيط الحجاز المشرقي والجوق العربي للموسيقى الأندلسية بفاس في شدرات أندلسية مختارة . وعلى هامش المهرجان تم تنظيم المناظرة العربية حول الموسيقى الأندلسية حيث ناقش المتناظرون تاريخ الموسيقى الأندلسية وتطورها وجهود المغاربة في المحافظة عليها والتعريف بطبوع الموسيقى الأندلسية المغربية وإيقاعاتها مع تقديم ديوان النصوص الشعرية للموسيقى الأندلسية المغربية ،كما تم تنظيم التداريب التطبيقية للمشاركين في المخيم الموسيقي للشباب العربي بالمركب الثقافي الحرية وذلك يوم الخميس 5 مارس الحالي .