ظل الكَازوال المهرب من الأقاليم الجنوبية المستفيدة من دعم الدولة في هذه المادة، بداية من منطقة أخفنير التابعة ترابيا لإقليم طرفاية، يتصدر الواجهة، بعد ثلاث ملاحقات متتالية قادتها عناصر الجمارك بأكَادير استطاعت خلال ثلاثة أسابيع ضبط شاحنات محملة بالكَازوال المدعم والمهرب من الأقاليم الجنوبية. وكانت آخر عملية تم ضبطها في هذا الشأن، يوم الجمعة وصبيحة السبت الماضي، حيث تمكنت عناصر الجمارك من ضبط خمسة أطنان مهربة داخل حاويات إضافية معدة لذلك أسفل الشاحنة، يتم تصنيعها لهذه الغاية بحيث تتم تعبئتها بالكَازوال إما من محطات الوقود بالعيون أو من آخر نقطة بيع الكَازوال المهرب بمحطات الوقود بمنطقة أخفنير التي لا تبعد عن طانطانالمدينة إلا ب130 كيلومترا. لكن الغريب في هذه العمليات أن هناك سيارات من نوع «لاندروفيل» لأشخاص نافذين وشاحنات كبيرة ومتوسطة لأعيان بمدينة هوارة وأيت ملول ضالعين في بيع الكازوال المدعم من طرف الدولة، والمهرب بمختلف الطرق من الأقاليم الجنوبية، بحيث تقطع تلك السيارات والشاحنات مسافة طويلة. وتمر بعدد من السدود الأمنية بداء بالسد الأمني بمدخل العيون والسد الأمني للدرك الملكي بأخفنير(على وادي شبيكة كآخر نقطة الكَازوال المدعم)والسد الأمني للأمن الوطني بمدخل طانطان وللدرك الملكي على واد درعة، والسد الأمني للدرك الملكي ببويزكَارن والسد الأمني للأمن الوطني بمدخل تزنيت وغيرها إلى أن تصل الشاحنة آمنة إلى ضيعات أولاد تايمة ومستودعات الوقود العلنية والسرية بأيت ملول... وبالتالي فعملية التهريب للكَازوال المدعم، والتي تشارك فيها عدة جهات بصمتها ، تنخر خزينة الدولة وتكبدها خسارات مالية باهظة، خاصة أن هذه العملية يقوم بها ضالعون في التهريب، تحايلوا على القانون ليراكموا من خلالها ثروات مالية كبيرة. والأخطر من كل هذا أن الكل يعلم بذلك ويعرفهم البادي والقاصي من خلال شرائهم وبيعهم لهذه المادة، بل كانت السبب في غناهم وثروتهم وصارت لبعض المهربين بالأقاليم الجنوبية مصدر رزقهم اليومي، لهذا نرى العديد من سيارات «لاندروفيل» تقطع يوميا وفي واضحة النهار مسافات طويلة، غير مكترثة بتاتا بالسدود الأمنية. ليبقى السؤال الوجيه حول هذه المسألة يطرح بحدة ما إذا كان الجميع متفقا على استنزاف الثروة الوطنية وإلحاق خسارات فادحة بخزينة الدولة، وجعل صندوق المقاصة يعيش أزمات مالية بسبب هذا الانفلات الخطير الذي تعرفه مادة الكَازوال المدعم والمخصص أصلا للأقاليم الجنوبية. فإذا كانت العديد من الشركات ذات الأصل التجاري على حساب الأقاليم الجنوبية والعاملة حاليا بأكادير وأيت ملول تتملص من الضرائب، فإن العديد من الضيعات الفلاحية ومحطات الوقود تستفيد أيضا من عملية التهريب للكَازوال المدعم بطرق لا تخلو من تحايل خطير يكبد الخزينة خسارات فادحة.