أكدت المندوبية السامية للتخطيط أن 34 في المئة من الأسر المغربية طبقت الحجر الصحي قبل الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية، في حين أن 54 في المئة من الأسر عملت على تطبيقه مباشرة بعد الإعلان عنها، و 11 في المئة منذ صدور مرسوم القانون المتعلق بسنّ أحكام خاصة بحالة الطوارئ. معطيات كشفت عنها نتائج بحث أجرته المندوبية خلال الفترة ما بين 14 و 23 أبريل، الذي شمل عيّنة تتكون من 2350 أسرة، والذي بيّن على أن حوالي ثماني أسر من بين 10 التزمت بشكل كامل بقواعد الحجر الصحي، وهو ما يمثل نسبة 79 في المئة، 83 في المئة منها بالوسط الحضري و69 في المئة في الوسط القروي، في حين أن نسبة 21 في المئة من الأسر تقيّدت بضوابط الحجر الصحي بشكل جزئي، 17 % منها في الوسط الحضري و29 % في الوسط القروي. وأوضحت نتائج بحث المندوبية السامية للتخطيط أن 82 في المئة من الأشخاص الذين يغادرون منازلهم خلال فترة الحجر الصحي هم أرباب الأسر، و15 في المئة من الفئة التي تتراوح أعمارها ما بين 25 و59 سنة، ونسبة 2 في المئة تخص الأشخاص ما دون سن 18 سنة، في حين أن نسبة 1 في المئة هي تخص الأشخاص الذين يبلغ سنهم 60 سنة فما فوق. وكشف البحث أن عدم التقيد بالحجر الصحي كان الدافع إليه العمل بنسبة 30 في المئة، وقضاء الأغراض الإدارية بنسبة 10 في المئة، إلى جانب الرعاية الصحية بنسبة 7 في المئة. وبينت الدراسة في الشق الصحي، أن الحجر كانت له تبعات صحية ليست بالهيّنة، بالنظر إلى أن 30 في المئة من مجموع الأسر التي شملها البحث تتوفر على فرد أو أكثر يعانون من أمراض مزمنة، حوالي النصف من هذه الأسر، أي ما يمثل نسبة 48 في المئة منها، لم يلجوا إلى الخدمات الصحية، 46 في المئة منهم في الوسط الحضري و 53 في المئة في الوسط القروي، في حين أنه في 29 في المئة من الأسر التي تحضر فيها أمراض توصف بكونها عادية، 40 في المئة منها لم تتمكن من الولوج إلى الخدمات العلاجية، إضافة إلى أن 11 في المئة من هذه الأسر كان لديها أطفال في حاجة إلى التلقيح، لكن نسبة 36 في المئة منها تخلّفت عن الموعد وآثرت عدم تلقيح أبنائها في هذا الظرفية. وأضافت الدراسة أن 40 في المئة من الأسر تتفادى التوجه صوب المؤسسات الصحية المختلفة، في القطاعين العام والخاص، على حدّ سواء، خوفا من الإصابة بعدوى فيروس كورونا المستجد. واستفاض البحث في تقديم أجوبة عن إشكالات صحية مرتبطة بالجائحة الوبائية، مبينا على أن 49 في المئة من الأسر يأتي القلق على رأس التبعات النفسية التي تعاني منها بسبب الحجر الصحي، ونسبة 30 في المئة، تعاني مما يمكن وصفه من فوبيا الفيروس وعدواه، خاصة بالنسبة للأسر المكونة من 5 أفراد فما فوق بنسبة 30 في المئة، وبنسبة 25 في المئة عند الأسر المكونة من فردين. ويحضر الأرق والتقطع في النوم كذلك كأحد التداعيات النفسية للحجر الصحي في 24 في المئة من الأسر خاصة المتمدنة والمتواجدة في الوسط الحضري، وذلك بمعدل الضعف مقارنة بالأسر في الوسط القروي، 28 مقابل 14 في المئة.