غادر المبعوث الأممي كريستوفر روس الجزائر بعد أطول زيارة له للمنطقة، حيث زار المغرب وموريتانيا، قبل أن يحل بالجزائر والتي قضى بها 5 أيام استقبل خلالها من طرف عبد العزيز بوتفليقة، ووزير خارجيته لعمامرة وعدد من المسؤولين الجزائريين. وحسب مصدر مطلع، فإن الجزائر حاولت استغلال زيارة المبعوث الأممي للبحث عن مكاسب سياسية لفائدة صنيعتها البوليساريو، حيث استضافت طيلة المدة التي قضاها روس بالجزائر عبد العزيز المراكشي رئيس ما يسمى الجمهورية الصحراوية، وفسر مصدرنا الامر بكون الجزائر تبحث عن تبريرات بعد تراجع دورها في دعم صنيعتها، خاصة وأن تراجع أسعار المحروقات أثر سلبا على أداء الدبلوماسية الجزائرية، كما أوضح نفس المصدر ان الجزائر منهكة من تكلفة تمويل المخيمات التي شيدتها فوق ترابها. ولا يتوقع أن يكون للقاءات المطولة والمكثفة للمسؤولين الجزائريين أي تأثير على تقرير كريستوفر روس، وهو ما يستشف من الهجوم الذي قادته وسائل إعلام رسمية جزائرية، على المغرب، واعتبرت أن المكالمة التي أجراها جلالة الملك مع بان كيمون عصفت بأحلامها في توسيع مهام المينورسو، ولم تعد الجزائر تتوقع سقفا سياسيا يرضي طموحاتها في معاكسة الوحدة الترابية للمغرب. وكان خبراء أكدوا أن المكالمة بين جلالة الملك وبان كيمون، بطلب من الاخير، أنهت كل جدل حول تغيير مهامها والحرص على ضرورة وضع حد للإشاعات. وكشف مدير الدراسات الاستراتيجية سان بروفي حينها أن المكالمة وضعت القضية في سياق الحل العادل الذي يدعو إليه المغرب مشددا على أن الحل « في متناول اليد»، وأشار الى أنه يكفي فقط دعم مشروع الحكم الذاتي فقط، معتبرا أنه من غير المقبول ان ترفض الجزائر وجود لجنة مستقلة لمراقبة الوضع بالمخيمات. وسجل ملاحظون أن المغرب كلف وزير الخارجية صلاح الدين مزوار باستقبال روس ولم يلتقه جلالة الملك أو رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، مما يعني ان المغرب يضع الزيارة في إطار عادي جدا في حين تجندت الجزائر بكل طاقتها. والتقى روس بالرئيس بوتفليقة ووزير الخارجية رمطان لعمامرة ثم الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربة والإفريقية عبد القادر مساهل. زيارة كريستوفر روس تثير الكثير من التساؤلات لأسباب متعددة، منها حجم الاهتمام السياسي والاعلامي، وهي أمور تؤكد بالملموس أن قصر المرادية يدير الصراع مع المغرب عبر بوابة البوليساريو، ويشكل عرقلة للحل وليس عاملا مساعدا فيه.