في إطار التدابير والإجراءات الاحترازية المتخذة للتصدي لخطر تفشي وباء كورونا المستجد بالمملكة، فإن الرياضيين المغاربة لا يشكلون استثناء للقاعدة، خاصة منهم الذين تمكنوا من حجز بطاقات التأهل لأولمبياد طوكيو، التي لم يتخذ أي قرار بشأن تأجيلها أو إلغائها لحد الآن. الأمر ينطبق على لاعبي التايكواندو الثلاثة، أميمة البوشتي ووندى لعرج وأشرف المحبوبي، الذين ضمنوا تأهلهم إلى الأولمبياد الياباني قبل أيام من إعلان فيروس +كوفيد-19+ جائحة بعد تفشيه في مختلف دول العالم، وتقوض بالتالي حلمهم في الإعداد للتظاهرة الكونية التي ينتظرها الرياضيون منذ أربع سنوات، لكن دون أن يفقدوا الأمل في عودة الحياة إلى طبيعتها، على غرار اللجنة المنظمة التي مازالت مصرة على إقامة الألعاب في وقتها. وأمام هذا الوضع، أصرت الإدارة التقنية لجامعة التايكواندو، وعلى رأسها المدرب الفرنسي دافيد سيكوت، عل مواصلة الأبطال المغاربة تداريبهم بشكل فردي وعن بعد. وقال دافيد سيكوت، في هذا الصدد، إنه بعد إلغاء جميع المعسكرات التدريبية التي كان من المقرر أن يخوضها الأبطال المغاربة سواء داخل المغرب أو خارجه، فإنه من الطبيعي إيجاد طرق أخرى للتداريب والحفاظ على اللياقة البدنية على وجه الخصوص للتكيف مع الوضع الراهن الذي يفرضه تفشي وباء كورونا في العالم، وبالتالي الامتثال لقرار وزارة الثقافة والشباب والرياضة بإغلاق جميع المراكز الرياضية بالمملكة. وهكذا، يضيف المدرب الوطني، «بدأ منذ يوم الاثنين الماضي اعتماد حصص تدريبية فردية عبر الفيديو «واتساب» مع الممارسين الثلاثة تتضمن حصتين في اليوم واحدة صباحا والأخرى مساء مع التركيز على اللياقة البدنية أكثر من الجانب التقني، الذي هو عبارة عن حركات (كاطا)، في انتظار ما سيؤول إليه الوضع والعودة إلى القاعات الرياضية». وشدد سيكوت على أنه «في الوقت الراهن يجب التركيز على الحفاظ على الصحة العامة للمواطنين من خلال الامتثال للإجراءات الاحترازية التي اعتمدها المغرب، ومنها البقاء في المنازل وعدم النزول إلى الشوارع، وهذا هو السلوك الأمثل للحد من انتشار الفيروس بين المواطنين، خاصة أن المملكة تسيطر على الوضع ولم تسجل لحد الآن حالات كثيرة». ومن جانبه، أشار رئيس الجامعة، إدريس الهلالي، إلى أن آخر حصة تدريبية خاضها المنتخب الوطني كانت يوم الاثنين الماضي قبل إغلاق معهد التداريب بقرار من وزارتي الداخلية ووزارة الثقافة والشباب والرياضة ضمن التدابير الاحترازية، لذلك قرر مدرب المنتخب الوطني استكمال تداريب العناصر الوطنية عن بعد وعبر الوسائل التكنولوجية المعتمدة في العديد من البلدان. وذكر الهلالي بأن الجامعة واللجنة الوطنية الأولمبية كانت قد سطرت برنامجا خاصا للتداريب للأبطال المؤهلين إلى أولمبياد طوكيو يتضمن معسكرات تدريبية بفرنسا والنرويج وانجلترا إلى غاية 15 أبريل ثم آخر محطة إعدادية باليابان ثم المغرب، والتي ألغيت جميعها بسبب وباء كورونا الذي اجتاح دول العالم. وسارعت الإدارات التقنية للعديد من الأندية في مختلف الأنواع الرياضية عبر العالم إلى تقديم البرامج للاعبين، لاتباعها وتنفيذها داخل منازلهم، وسط متابعة تقنية وإدارية، واجتماعات يومية عن طريق برامج التواصل الاجتماعي، وعقد اللقاءات، وطرح البرامج اليومية التدريبية والغذائية للاعبين. يذكر أن مدينة الرباط احتضنت في فبراير الماضي الإقصائيات المؤهلة لأولمبياد طوكيو 2020 في رياضتي التايكواندو والباراتايكواندو وتأهل عنها كل من أميمة البوشتي في وزن أقل من 49 كلغ، وندى الأعرج في وزن أقل من 57 كلغ، والبطل أشرف محبوبي في وزن أقل من 80 كلغ (تايكواندو) ورجاء أقرماش وسكينة الصبار ورشيد الإسماعيلي العلوي (باراتايكواندو). وكانت وزارة الداخلية أعلنت مطلع الأسبوع إغلاق المقاهي، والمطاعم، والقاعات السينمائية، والمسارح، وقاعات الحفلات، والأندية والقاعات الرياضية، والحمامات، وقاعات الألعاب وملاعب القرب، في وجه العموم، وحتى إشعار آخر. ويدخل هذا القرار في إطار التدابير والإجراءات الاحترازية المتخذة للتصدي لخطر تفشي وباء كورونا المستجد بالمملكة، ومن منطلق المسؤولية والحرص على ضمان الأمن الصحي للمواطنات والمواطنين. (و.م.ع)