« بتضرر المقاولات وتراجع نشاطها الاعتيادي، وتوقف الأوراش المبرمجة، تقل فرص العمل الدائمة بالنسبة للعامل القار، فما بلك بالمياوم «؟ إنه جواب صاحب أحد محلات «بيع قطع الغيار» ، بمنطقة ليساسفة بالدارالبيضاء ، عن سؤال بشأن وضعية المياومين الذين اعتاد أن يستعين بخدماتهم ، بين الفينة والأخرى، وذلك في ظل تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد، وما استوجبه من قرارات رسمية ذات وقع مباشر على الحركة الاقتصادية للبلاد بشكل شامل ، مضيفا « إن الوضع جد مقلق بالنسبة للعديد من أصحاب المشاريع الصغرى ، فالعديد من زبنائي عجزوا عن تسديد ما بذمتهم من دين ، إلى غاية يوم أمس الإثنين 16 مارس 2020 ، وإذا اتصلت بأحدهم يطلب منك الصبر إلى أن يفرج الله . بعض هؤلاء اضطر إلى الاستغناء عن خدمات العمال الذين يستأجرهم مقابل أجرة يومية «. الخلاصة ذاتها طبعت تصريح أحد المرتبطين بأوراش البناء « م. ك « ، الذي أكد «أن الحركة لم تعد كما كانت عليه من قبل، حيث التوجس يبقى سيد الموقف» ، متابعا « في أجواء استثنائية غير مسبوقة مثل هذه، تزداد أوضاع العمال المياومين تدهورا ، حيث أن المقاولين الصغار الذين يلجؤون إليهم أثناء ارتفاع الطلب وتوفر فرص العمل في هذا الورش أوذاك ، يصبحون مجبرين على عدم المناداة عليهم» . و»لمعرفة جسامة وفداحة وقع هذه الأزمة يكفي التوجه إلى أحد «المواقف «، التي يتجمع فيها هؤلاء المياومون، «عمال بناء ، رصاصون ، كهربائيون، صباغون … وغيرهم « ، حيث صار يوحدهم سؤال كبير : ما مصير أسرنا في ظل هذه الأجواء الاستثنائية ؟ « يخلص المتحدث نفسه . إنهم يشكلون فئة اجتماعية عريضة لاتخلو أي مدينة ، صغيرة كانت أم كبيرة ، من «تجمعاتهم» ، أضحت أعدادهم في تزايد مقلق، في ظل تأزم الوضع ، علما بأن لا رعاية اجتماعية لهم، فقط اعتادوا على القيام ببعض «البريكولات» من خلال ما تتيحه حرف كثيرة ومتنوعة من «فرص شغل « نادرة تدخل ضمن «اختصاصاتهم» وأخرى لا علاقة لهم بها، ولكن العوز يجعلهم على استعداد دائم للقيام بأي عمل مقابل أجر زهيد، هذا الأخير بات ، تحت وقع الظروف الشديدة التي تمر منها البلاد ، يساوي « 0 دره« ؟